الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الثاني : أنهم يستدلون على أن الأمر لا يستلزم الإرادة بما تقدم [1] من أن الله خالق أفعال العباد ، وإنما يخلقها بإرادته ، وهو لم يأمر بالكفر [2] والفسوق والعصيان ، فعلم بأنه قد [3] يخلق بإرادته ما لم يأمر به .

                  وأيضا فقد ثبت بالكتاب والسنة [4] وإجماع العلماء أنه لو حلف ليقضينه [5] حقه في غد [6] إن شاء الله تعالى ، فخرج الغد ولم يقضه ، مع [ ص: 156 ] قدرته على القضاء من غير عذر ، وطالبه المستحق له [7] ، لم يحنث ، ولو كانت المشيئة بمعنى الأمر لحنث [8] لأنه مأمور بذلك ، وكذلك سائر [9] الحلف على فعل مأمور إذا علقه بالمشيئة .

                  وأيضا فإنه قد قال تعالى : ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا [ سورة يونس : 99 ] مع أنه قد أمرهم بالإيمان ، فعلم أنه قد أمرهم بالإيمان ولم يشأه ، وكذلك قوله : ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا [ سورة الأنعام : 125 ] دليل على أنه أراد ضلاله [10] وهو لم يأمره [11] بالضلال .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية