[ الوجه ] : السادس [1] أن يقال : الأدلة العقلية دلت على وإنما يتصف بما يقوم به منها . والكلام قائم بالمتكلم ، فيمتنع أن يتكلم بكذب ; لأن كلامه قائم به ، فيمتنع أن يقوم به القبيح الذي اختاره . وهذا طريق يختص به أهل الإثبات لتنزيهه عن الكذب . امتناع اتصافه سبحانه بالنقائص والقبائح والمعتزلة لا يمكنهم ذلك ; لأن كلامه منفصل عنه عندهم . فإذا قال لهم [ هؤلاء ] [2] المثبتة : الدليل إنما دل على تنزيهه عن الاتصاف في نفسه بالقبائح وعن فعله لها ، والفعل ما قام بالفاعل ، وأما المنفصل فهو مفعول له ، لا فعل له ، وأنتم لم تذكروا دليلا على امتناع وقوع ذلك في مفعولاته ، وهو محل النزاع كانت [3] حجة هؤلاء حجة ظاهرة على القدرية .