فصل
وأما قوله : " ولم يجعلوا الأئمة محصورين في عدد معين " فهذا حق ؛ وذلك أن الله تعالى قال : ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم [ سورة النساء : 59 ] ولم يوقتهم بعدد معين .
وكذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث الثابتة عنه المستفيضة لم يوقت ولاة الأمور في عدد معين .
ففي الصحيحين عن أبي ذر قال : " إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف " . [1]
[ ص: 382 ] وفي صحيح [2] مسلم عن أم الحصين : أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى أو بعرفات في حجة الوداع يقول : " لو استعمل عليكم عبد أسود [3] مجدع يقودكم بكتاب الله فاسمعوا وأطيعوا " . [4]
وروى البخاري عن أنس بن مالك [5] قال : قال رسول - صلى الله عليه وسلم - : " اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة " [6] .
وفي الصحيحين عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان " . [7]
[ ص: 383 ] ( 1 وفي البخاري : " ما بقي منهم اثنان " 1 ) [8] .
( * وفي الصحيحين عن جابر بن سمرة قال : دخلت مع أبي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمعته يقول [9] : " إن هذا الأمر ما ينقضي حتى يمضي منهم اثنا عشر خليفة " . [ ثم تكلم بكلمة خفيفة لم أفهمها - أو قال : خفيت علي - فقلت لأبي : ماذا قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " كلهم من قريش " [10] وفي لفظ في الصحيحين : قال : " لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة " . ] [11] .
وفي الصحيحين عن جابر [ ص: 384 ] أيضا قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر أميرا كلهم من قريش " [12] .
وفي الصحيحين عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال : كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكتب إلي : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم جمعة [13] عشية رجم الأسلمي قال : " لا يزال هذا الدين قائما حتى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش " . [14] .
* ) [15] ] وفي الصحيحين [16] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - [17] - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الناس تبع لقريش في هذا الشأن ، مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم " [18] .
[ ص: 385 ] وعن جابر بن عبد الله قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " الناس تبع لقريش في الخير والشر " . ] [19] .
وفي البخاري عن معاوية [ رضي الله عنه ] [20] قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين " . [21] [ خرجه في باب الأمراء من قريش ] [22]


