الثاني أن يقال : الرافضة يوجد فيهم من المسائل ما لا يقوله مسلم يعرف دين الإسلام ، منها ما يتفقون عليه ، ومنها ما يقوله بعضهم : مثل ترك الجمعة والجماعة [1] ، فيعطلون [2] المساجد التي أمر [ ص: 419 ] الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه عن الجمعة والجماعات [3] ويعمرون المشاهد التي حرم [4] الله ورسوله بناءها ، ويجعلونها بمنزلة دور الأوثان ، ومنهم من يجعل زيارتها كالحج ، كما صنف المفيد ( كتابا سماه " مناسك حج المشاهد " ، وفيه من الكذب والشرك ما هو من جنس كذب النصارى وشركهم [5] ، ومنها تأخير صلاة المغرب [6] ، مضاهاة لليهود ، ومنها وتحريم [7] ذبائح أهل الكتاب ، وتحريم نوع من السمك ، وتحريم بعضهم لحم الجمل [8] ، واشتراط بعضهم في الطلاق الشهود [ على الطلاق ] ، وإيجابهم [9] أخذ خمس مكاسب المسلمين ، وجعلهم الميراث كله للبنت دون العم وغيره من العصبة [10] والجمع الدائم بين الصلاتين [11] ، ومثل صوم [12] بعضهم بالعدد لا بالهلال ، يصومون قبل الهلال ويفطرون قبله ، ومثل ذلك [13] من الأحكام التي يعلم علما يقينيا [14] أنها خلاف دين المسلمين ، الذي [ ص: 420 ] بعث الله به رسوله - صلى الله عليه وسلم - [15] وأنزل به ( كتابه . [ وقد قدمنا ذكر بعض أمورهم [16] التي هي من أظهر الأمور إنكارا في الشرع والعقل ] [17] ولهم مقالات [18] باطلة وإن كان قد وافقهم [19] عليها بعض المتقدمين : مثل إحلال المتعة وأن الطلاق المعلق بالشرط لا يقع وإن قصد إيقاعه عند الشرط ، وأن الطلاق لا يقع بالكنايات [20] وأنه يشترط فيه الإشهاد .