الوجه الثامن : أن يقال : إن [1] الله ورسوله . كما قال تعالى : ( الله قد ضمن السعادة لمن أطاعه وأطاع رسوله ، وتوعد بالشقاء لمن لم يفعل ذلك ، فمناط السعادة طاعة ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) [ سورة النساء : 69 ] وأمثال ذلك .
وإذا كان كذلك والله تعالى [2] يقول : ( فاتقوا الله ما استطعتم ) [ سورة التغابن : 16 ] ، فمن اجتهد في طاعة الله ورسوله بحسب استطاعته [3] كان من أهل الجنة .
فقول الرافضة [4] : ، كقول لن يدخل الجنة إلا من كان إماميا اليهود والنصارى : تلك أمانيهم [ ص: 506 ] قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
ومن المعلوم أن المنتظر [5] الذي يدعيه الرافضي لا يجب على أحد طاعته ، فإنه لا يعلم له قول منقول عنه ، فإذا من أطاع الرسول - صلى الله عليه وسلم - دخل الجنة ، وإن لم يؤمن بهذا الإمام ، ومن آمن بهذا الإمام لم يدخل الجنة إلا إذا أطاع الرسول - صلى الله عليه وسلم - [6] فطاعة الرسول - [7] هي مدار السعادة وجودا وعدما ، وهي الفارقة بين أهل الجنة والنار [8] [ ومحمد - صلى الله عليه وسلم - ] [9] فرق بين الناس ، والله سبحانه وتعالى قد دل الخلق على طاعته [10] بما بينه لهم ، فتبين [11] أن أهل السنة جازمون بالسعادة والنجاة لمن كان من أهل السنة .
تم بحمد الله الجزء الثالث من كتاب " منهاج السنة في نقض كلام الشيعة القدرية " لابن تيمية ، ويتلوه - إن شاء الله - الجزء الرابع ، وأوله : فصل : قال الرافضي : الوجه الرابع : أن الإمامية أخذوا مذهبهم عن الأئمة المعصومين . . . إلخ .