الوجه الثاني : أن هو قول مجرد عن الدليل ، والقول بلا علم يمكن كل أحد أن يقابله بمثله . وإن ادعى المدعي هذا الكمال فيمن هو أشهر في العلم والدين من العسكريين وأمثالهما من الصحابة والتابعين ، وسائر أئمة المسلمين ، لكان ذلك أولى بالقبول . ومن طالع أخبار الناس علم أن الفضائل العلمية والدينية المتواترة عن غير واحد من الأئمة أكثر مما ينقل عن العسكريين وأمثالهما من الكذب ، دع الصدق قوله : " كل واحد من هؤلاء قد بلغ الغاية ؟ في الكمال " [1] .