الوجه السادس
[1] : أن يقال :
nindex.php?page=treesubj&link=28833قوله : " لم يتخذوا ما اتخذه غيرهم من الأئمة المشتغلين بالملك والمعاصي " كلام باطل . وذلك أنه إن أراد أهل السنة يقولون : إنه يؤتم بهؤلاء الملوك فيما يفعلونه من معصية الله فهذا كذب عليهم فإن علماء أهل السنة المعروفين بالعلم [ عند أهل السنة ]
[2] متفقون على أنه لا يقتدى بأحد في معصية الله ، ولا يتخذ إماما في ذلك .
وإن أراد أن أهل السنة يستعينون بهؤلاء الملوك فيما يحتاج إليهم فيه من طاعة الله
[3] ، ويعاونونهم على ما يفعلونه من طاعة الله ، فيقال لهم
[4] : إن كان اتخاذهم أئمة بهذا الاعتبار محذورا ،
فالرافضة أدخل منهم في ذلك ، فإنهم دائما يستعينون بالكفار والفجار على مطالبهم ، ويعاونون الكفار [ والفجار ]
[5] على كثير من مآربهم ، وهذا أمر مشهود
[6] في كل زمان
[ ص: 112 ] ومكان ، ولو لم يكن إلا صاحب هذا الكتاب " منهاج الندامة " وإخوانه ، فإنهم يتخذون المغل والكفار أو الفساق أو الجهال أئمة بهذا الاعتبار .
الْوَجْهُ السَّادِسُ
[1] : أَنْ يُقَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28833قَوْلُهُ : " لَمْ يَتَّخِذُوا مَا اتَّخَذَهُ غَيْرُهُمْ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْمُشْتَغِلِينَ بِالْمُلْكِ وَالْمَعَاصِي " كَلَامٌ بَاطِلٌ . وَذَلِكَ أَنَّهُ إِنْ أَرَادَ أَهْلَ السُّنَّةِ يَقُولُونَ : إِنَّهُ يُؤْتَمُّ بِهَؤُلَاءِ الْمُلُوكِ فِيمَا يَفْعَلُونَهُ مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَهَذَا كَذِبٌ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ عُلَمَاءَ أَهْلِ السُّنَّةِ الْمَعْرُوفِينَ بِالْعِلْمِ [ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ ]
[2] مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُ لَا يُقْتَدَى بِأَحَدٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ ، وَلَا يُتَّخَذُ إِمَامًا فِي ذَلِكَ .
وَإِنْ أَرَادَ أَنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ يَسْتَعِينُونَ بِهَؤُلَاءِ الْمُلُوكِ فِيمَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِمْ فِيهِ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ
[3] ، وَيُعَاوِنُونَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَهُ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ ، فَيُقَالُ لَهُمْ
[4] : إِنْ كَانَ اتِّخَاذُهُمْ أَئِمَّةً بِهَذَا الِاعْتِبَارِ مَحْذُورًا ،
فَالرَّافِضَةُ أَدْخَلُ مِنْهُمْ فِي ذَلِكَ ، فَإِنَّهُمْ دَائِمًا يَسْتَعِينُونَ بِالْكُفَّارِ وَالْفُجَّارِ عَلَى مَطَالِبِهِمْ ، وَيُعَاوِنُونَ الْكُفَّارَ [ وَالْفُجَّارَ ]
[5] عَلَى كَثِيرٍ مِنْ مَآرِبِهِمْ ، وَهَذَا أَمْرٌ مَشْهُودٌ
[6] فِي كُلِّ زَمَانٍ
[ ص: 112 ] وَمَكَانٍ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا صَاحِبُ هَذَا الْكِتَابِ " مِنْهَاجِ النَّدَامَةِ " وَإِخْوَانُهُ ، فَإِنَّهُمْ يَتَّخِذُونَ الْمُغِلَّ وَالْكُفَّارَ أَوِ الْفُسَّاقَ أَوِ الْجُهَّالَ أَئِمَّةً بِهَذَا الِاعْتِبَارِ .