الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه السادس [1] : أن يقال : قوله : " لم يتخذوا ما اتخذه غيرهم من الأئمة المشتغلين بالملك والمعاصي " كلام باطل . وذلك أنه إن أراد أهل السنة يقولون : إنه يؤتم بهؤلاء الملوك فيما يفعلونه من معصية الله فهذا كذب عليهم فإن علماء أهل السنة المعروفين بالعلم [ عند أهل السنة ] [2] متفقون على أنه لا يقتدى بأحد في معصية الله ، ولا يتخذ إماما في ذلك .

                  وإن أراد أن أهل السنة يستعينون بهؤلاء الملوك فيما يحتاج إليهم فيه من طاعة الله [3] ، ويعاونونهم على ما يفعلونه من طاعة الله ، فيقال لهم [4] : إن كان اتخاذهم أئمة بهذا الاعتبار محذورا ، فالرافضة أدخل منهم في ذلك ، فإنهم دائما يستعينون بالكفار والفجار على مطالبهم ، ويعاونون الكفار [ والفجار ] [5] على كثير من مآربهم ، وهذا أمر مشهود [6] في كل زمان [ ص: 112 ] ومكان ، ولو لم يكن إلا صاحب هذا الكتاب " منهاج الندامة " وإخوانه ، فإنهم يتخذون المغل والكفار أو الفساق أو الجهال أئمة بهذا الاعتبار .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية