الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  [ ص: 553 ] ( فصل )

                  [1] .

                  وصار الناس في قتل الحسين - رضي الله عنه   - [ ثلاثة أصناف ]

                  [2] : طرفين ووسطا . أحد الطرفين يقول : إنه قتل بحق ; فإنه أراد أن يشق عصا [ المسلمين ]

                  [3] ويفرق الجماعة .

                  وقد ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " من جاءكم وأمركم على رجل واحد يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه " [4] . قالوا : والحسين جاء وأمر المسلمين على رجل واحد ، فأراد أن يفرق جماعتهم . وقال بعض هؤلاء : هو أول خارج خرج في الإسلام على ولاة الأمر .

                  والطرف الآخر قالوا : بل [ كان ] هو

                  [5] الإمام الواجب طاعته ، الذي لا ينفذ أمر من أمور الإيمان إلا به ، ولا تصلى جماعة ولا جمعة إلا خلف من يوليه

                  [6] ، ولا يجاهد عدو إلا بإذنه ، ونحو ذلك .

                  وأما الوسط فهم أهل السنة ، الذين لا يقولون لا هذا ولا هذا ، بل يقولون : قتل مظلوما شهيدا ، ولم يكن متوليا لأمر

                  [7] الأمة .
                   والحديث [ ص: 554 ] المذكور لا يتناوله ، فإنه لما بلغه ما فعل بابن عمه مسلم بن عقيل ترك طلب الأمر ، وطلب أن يذهب إلى يزيد ابن عمه

                  [8] ، أو إلى الثغر ، أو إلى بلده ، فلم يمكنوه ، وطلبوا منه أن يستأسر لهم ، وهذا لم يكن واجبا عليه .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية