[ ص: 81 ] فصل [1] .
قال الرافضي [2] : وأما المطاعن في الجماعة فقد نقل الجمهور منها أشياء كثيرة [3] حتى صنف كتابا في مثالب الكلبي [4] الصحابة ولم يذكر فيه منقصة واحدة لأهل البيت [5] .
والجواب أن يقال : قبل [6] الأجوبة المفصلة عما يذكر من المطاعن أن : أحدهما : ما هو كذب ، إما كذب كله ، وإما محرف قد دخله من الزيادة والنقصان ما يخرجه إلى الذم والطعن . وأكثر المنقول من المطاعن الصريحة هو من هذا الباب يرويها الكذابون المعروفون بالكذب ، مثل ما ينقل عن الصحابة من المثالب فهو نوعان أبي مخنف لوط بن يحيى [7] ، ومثل هشام بن محمد بن السائب الكلبي وأمثالهما من الكذابين . ولهذا استشهد هذا الرافضي بما صنفه هشام الكلبي في ذلك ، وهو من أكذب [ ص: 82 ] الناس [8] ؛ وهو شيعي يروي عن أبيه [9] . وعن أبي مخنف ، وكلاهما متروك كذاب . وقال الإمام أحمد في هذا : " ما ظننت الكلبي [10] أن أحدا يحدث عنه [11] ، إنما هو صاحب سمر وشبه [12] " . وقال : هو متروك . وقال الدارقطني : " ابن عدي هشام الكلبي الغالب عليه الأسمار ، ولا أعرف له في المسند شيئا ، وأبوه أيضا كذاب " . وقال زائدة والليث وسليمان التيمي [13] : هو كذاب . وقال يحيى : " ليس بشيء [14] كذاب ساقط " . وقال ابن حبان [15] : " وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق [16] في وصفه " .
النوع الثاني : ما هو صدق . وأكثر هذه الأمور لهم فيها معاذير تخرجها [ ص: 83 ] عن أن تكون ذنوبا ، وتجعلها من موارد الاجتهاد التي إن أصاب المجتهد فيها فله أجران وإن أخطأ فله أجر .