الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  [ ص: 81 ] فصل [1] .

                  قال الرافضي [2] : وأما المطاعن في الجماعة فقد نقل الجمهور منها أشياء كثيرة [3] حتى صنف الكلبي كتابا في مثالب [4] الصحابة ولم يذكر فيه منقصة واحدة لأهل البيت [5] .

                  والجواب أن يقال : قبل [6] الأجوبة المفصلة عما يذكر من المطاعن أن ما ينقل عن الصحابة من المثالب فهو نوعان : أحدهما : ما هو كذب ، إما كذب كله ، وإما محرف قد دخله من الزيادة والنقصان ما يخرجه إلى الذم والطعن . وأكثر المنقول من المطاعن الصريحة هو من هذا الباب يرويها الكذابون المعروفون بالكذب ، مثل أبي مخنف لوط بن يحيى [7] ، ومثل هشام بن محمد بن السائب الكلبي وأمثالهما من الكذابين . ولهذا استشهد هذا الرافضي بما صنفه هشام الكلبي في ذلك ، وهو من أكذب [ ص: 82 ] الناس [8] ؛ وهو شيعي يروي عن أبيه [9] . وعن أبي مخنف ، وكلاهما متروك كذاب . وقال الإمام أحمد في هذا : " الكلبي ما ظننت [10] أن أحدا يحدث عنه [11] ، إنما هو صاحب سمر وشبه [12] " . وقال الدارقطني : هو متروك . وقال ابن عدي : " هشام الكلبي الغالب عليه الأسمار ، ولا أعرف له في المسند شيئا ، وأبوه أيضا كذاب " . وقال زائدة والليث وسليمان التيمي [13] : هو كذاب . وقال يحيى : " ليس بشيء [14] كذاب ساقط " . وقال ابن حبان [15] : " وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق [16] في وصفه " .

                  النوع الثاني : ما هو صدق . وأكثر هذه الأمور لهم فيها معاذير تخرجها [ ص: 83 ] عن أن تكون ذنوبا ، وتجعلها من موارد الاجتهاد التي إن أصاب المجتهد فيها فله أجران وإن أخطأ فله أجر .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية