الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وكذلك قوله : " أمر بقتل من خالف [ الأربعة وأمر بقتل من خالف ] [1] الثلاثة ، منهم عبد الرحمن " .

                  [ ص: 180 ] فيقال : هذا [2] من الكذب المفترى . ولو قدر أنه فعل ذلك لم يكن عمر [ قد ] [3] خالف الدين ، بل يكون قد أمر بقتل من يقصد الفتنة . كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " من جاءكم وأمركم على رجل واحد يريد أن يفرق جماعتكم ، فاضربوا عنقه بالسيف كائنا من كان " [4] .

                  والمعروف عن عمر - رضي الله عنه - أنه أمر بقتل من أراد أن ينفرد عن المسلمين ببيعة بلا مشاورة لأجل هذا الحديث .

                  وأما قتل الواحد المتخلف عن البيعة إذا لم تقم فتنة ، فلم يأمر عمر بقتل [ مثل ] [5] هذا ، ولا يجوز قتل مثل هذا .

                  وكذلك ما ذكره من الإشارة إلى قتل عثمان ، ومن الإشارة إلى ترك ولاية علي ، كذب بين على عمر . فإن قوله : " لئن فعلت ليقتلنك [ الناس ] [6] " إخبار عما يفعله الناس ، ليس فيه أمر لهم بذلك .

                  وكذلك قوله : " لا يولونه إياها " .

                  إخبار عما سيقع ، ليس فيه نهي لهم عن الولاية . مع أن هذا اللفظ بهذا السياق ليس بثابت عن عمر . بل هو كذب عليه . [ والله تعالى أعلم ] [7] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية