[ ص: 238 ] السبب الثامن : ما يبتلى به المؤمن في قبره من الضغطة وفتنة الملكين .
السبب التاسع : ما يحصل له في الآخرة من كرب أهوال يوم القيامة .
السبب العاشر : ما ثبت في الصحيحين أن المؤمنين إذا عبروا الصراط ، وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فيقتص لبعضهم من بعض [1] ، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة [2] .
فهذه الأسباب لا تفوت كلها من المؤمنين إلا القليل ، فكيف بالصحابة [3] - رضوان الله عليهم - الذين هم خير قرون [4] الأمة ؟ وهذا في الذنوب المحققة ، فكيف [ بما ] [5] يكذب عليهم ؟ فكيف بما يجعل من سيئاتهم [6] وهو من حسناتهم ؟
وهذا كما ثبت في الصحيح أن رجلا أراد أن يطعن في عثمان عند ابن عمر ، فقال : إنه قد فر يوم أحد ، ولم يشهد بدرا ، ولم يشهد بيعة الرضوان [7] . فقال ابن عمر : أما يوم أحد فقد عفا الله عنه . [ وفي لفظ : فر يوم أحد فعفا الله عنه ، وأذنب عندكم ذنبا ، فلم تعفوا عنه ] [8] . وأما يوم [ ص: 239 ] بدر فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - استخلفه على ابنته ، وضرب له بسهمه . وأما بيعة الرضوان فإنما كانت بسبب عثمان ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه إلى مكة وبايع عنه بيده ، ويد النبي - صلى الله عليه وسلم - خير من يد عثمان [9] .
فقد أجاب ابن عمر بأن ما يجعلونه [10] عيبا [ ما كان منه عيبا ] [11] ، فقد عفا الله عنه ، والباقي ليس بعيب ، بل هو من الحسنات . وهكذا عامة [12] ما يعاب به على سائر [13] الصحابة هو إما حسنة وإما معفو عنه .


