الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  [ ص: 238 ] السبب الثامن : ما يبتلى به المؤمن في قبره من الضغطة وفتنة الملكين .

                  السبب التاسع : ما يحصل له في الآخرة من كرب أهوال يوم القيامة .

                  السبب العاشر : ما ثبت في الصحيحين أن المؤمنين إذا عبروا الصراط ، وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فيقتص لبعضهم من بعض [1] ، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة [2] .

                  فهذه الأسباب لا تفوت كلها من المؤمنين إلا القليل ، فكيف بالصحابة [3] - رضوان الله عليهم - الذين هم خير قرون [4] الأمة ؟ وهذا في الذنوب المحققة ، فكيف [ بما ] [5] يكذب عليهم ؟ فكيف بما يجعل من سيئاتهم [6] وهو من حسناتهم ؟

                  وهذا كما ثبت في الصحيح أن رجلا أراد أن يطعن في عثمان عند ابن عمر ، فقال : إنه قد فر يوم أحد ، ولم يشهد بدرا ، ولم يشهد بيعة الرضوان [7] . فقال ابن عمر : أما يوم أحد فقد عفا الله عنه . [ وفي لفظ : فر يوم أحد فعفا الله عنه ، وأذنب عندكم ذنبا ، فلم تعفوا عنه ] [8] . وأما يوم [ ص: 239 ] بدر فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - استخلفه على ابنته ، وضرب له بسهمه . وأما بيعة الرضوان فإنما كانت بسبب عثمان ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه إلى مكة وبايع عنه بيده ، ويد النبي - صلى الله عليه وسلم - خير من يد عثمان [9] .

                  فقد أجاب ابن عمر بأن ما يجعلونه [10] عيبا [ ما كان منه عيبا ] [11] ، فقد عفا الله عنه ، والباقي ليس بعيب ، بل هو من الحسنات . وهكذا عامة [12] ما يعاب به على سائر [13] الصحابة هو إما حسنة وإما معفو عنه .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية