الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وكذلك قوله : إنه استعمل سعيد بن العاص على الكوفة ، وظهر منه ما أدى إلى أن أخرجه أهل الكوفة منها .

                  فيقال : مجرد إخراج أهل الكوفة لا يدل على ذنب يوجب ذاك ، فإن القوم كانوا يقومون على كل وال . قد قاموا على سعد بن أبي وقاص ، وهو الذي فتح البلاد ، وكسر جنود كسرى ، وهو أحد أهل الشورى ، ولم يتول عليهم نائب [1] مثله . وقد شكوا غيره مثل عمار بن ياسر ، وسعد بن أبي وقاص ، والمغيرة بن شعبة ، وغيرهم . ودعا عليهم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال : اللهم إنهم قد لبسوا علي فلبس عليهم .

                  وإذا قدر أنه أذنب ذنبا ، فمجرد ذلك لا يوجب أن يكون عثمان راضيا بذنبه ، ونواب علي قد أذنبوا ذنوبا كثيرة . ( 3 بل كان غير واحد من نواب النبي - صلى الله عليه وسلم - يذنبون ذنوبا كثيرة 3 ) [2] . وإنما يكون الإمام مذنبا [ ص: 244 ] إذا ترك ما يجب عليه من إقامة حد [3] ، أو استيفاء حق ، أو اعتداء ونحو ذلك [4] .

                  وإذا قدر أن هناك ذنبا ، فقد علم الكلام فيه .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية