قال الرافضي [1] . : " وفي غزاة [2] . حنين خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متوجها [3] في عشرة آلاف من المسلمين ، [ ص: 127 ] فعانهم [4] . ، وقال : لن نغلب أبو بكر [5] اليوم من كثرة ، فانهزموا ، ولم يبق مع النبي [6] - صلى الله عليه وسلم - إلا [7] تسعة من بني هاشم ، وأيمن بن أم أيمن ، وكان أمير المؤمنين [ يضرب ] [8] . بين يديه بالسيف ، وقتل من المشركين أربعين نفسا فانهزموا " .
والجواب : بعد المطالبة بصحة النقل ، أما قوله : " فعانهم " فكذب أبو بكر [9] . مفترى ، وهذه كتب الحديث والسير والمغازي والتفسير ، لم يذكر أحد قوله : إن عانهم . واللفظ المأثور : لن نغلب اليوم من قلة . فإنه أبا بكر [10] قد قيل : إنه قد [11] . قاله بعض المسلمين .
وكذلك قوله : " لم يبق معه إلا تسعة من بني هاشم " هو كذب أيضا .
قال في " السيرة " ابن إسحاق [12] 86 . : " بقي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته ، وممن [13] ثبت معه من المهاجرين أبو بكر ، ومن أهل بيته وعمر ، علي والعباس [14] ، [ ص: 128 ] وابنه ، وأبو سفيان بن الحارث ] ، والفضل [ بن العباس وربيعة بن الحارث [15] . ، ، وأسامة بن زيد وأيمن بن أم أيمن ، وبعض الناس يعد فيهم [16] . ، ولا يعد قثم بن العباس ابن أبي سفيان " [17] . هذا من كلام . ابن إسحاق
وقوله : " إن كان بين يديه [ يضرب ] عليا [18] . بالسيف ، وإنه قتل أربعين نفسا " .
فكل [19] هذا كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث والمغازي والسير ، والذي فيها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين لما وافوا وادي حنين عند الفجر ، وكان القوم رماة فرموهم رمية واحدة فولوا ، وكان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عمه العباس ، وكان شاعرا يهجو النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم فحسن إسلامه ، فثبت معه يومئذ . وأبو سفيان بن الحارث
قال : " لزمت أنا العباس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم نفارقه " وأبو سفيان [20] . قال : " البراء بن عازب أن ينادي فيهم ، وكان العباس جهوري العباس [21] . الصوت ، فنادى : [ ص: 129 ] يا أهل الشجرة : يا أهل سورة البقرة : يعني الشجرة التي بايعوا تحتها ، فذكرهم ببيعته لهم هناك على أن لا يفروا وعلى الموت [22] . [23] [24] . عليه عطفة البقر [25] . على أولادها ، فقاتلوا حتى انهزم المشركون " ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أخذ كفا من حصباء فرمى بها القوم ، وقال : " وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - الكعبة " انهزموا ورب [26] . .
وكان على بغلته وهو يقول :
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
وهذا ما رواه أهل الصحيحين [27] . .
وفي الصحيحين عن البراء ، وسأله رجل قال : أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا عمارة ؟ فقال : أشهد أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ما ولى ، ولكنه انطلق أخفاء من الناس ، وحسر [28] إلى هذا الحي من هوازن ، وهم [ ص: 130 ] قوم رماة ، فرموهم برشق [29] " من نبل ، كأنها رجل من جراد [30] . ، فانكشفوا ، فأقبل القوم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقود بغلته ، فنزل ، ودعا ، واستنصر وهو يقول : وأبو سفيان بن الحارث
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
وفي حديث سلمة بن الأكوع [32] . فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة ، فولوا مدبرين ، فهزمهم [33] . الله ، وقسم رسول الله [ ص: 131 ] - صلى الله عليه وسلم - غنائمهم بين المسلمين " رواه لما غشوا النبي - صلى الله عليه وسلم - نزل عن البغلة ، ثم قبض قبضة من تراب الأرض ، واستقبل بها وجوههم ، فقال : " شاهت الوجوه " مسلم [34] .