وفي هذا أنها توسطت المسجد ، وهذا من الكذب الظاهر ; فإن مثل هذا من أعظم غرائب العالم ، التي لو جرت لنقلها الجم الغفير . وفيه أنها لما غابت سمع لها صرير كصرير المنشار ، وهذا أيضا من الكذب الظاهر ; فإن هذا لا موجب له أيضا ، والشمس عند غروبها لا تلاقي من الأجسام ما يوجب هذا الصوت العظيم ، الذي يصل من الفلك الرابع إلى  [ ص: 186 ] الأرض . ثم لو كان هذا حقا لكان من أعظم عجائب العالم التي تنقلها الصحابة ، الذين نقلوا ما هو دون هذا مما كان في خيبر  وغير خيبر   . 
وهذا الإسناد لو روي به ما يمكن صدقه لم يثبت به شيء ، فإن علي بن هاشم بن البريد  كان غاليا في التشيع ، يروي عن كل أحد يحرضه على ما يقوي به هواه [1] ، ويروي عن مثل صباح  هذا ، وصباح  هذا لا يعرف من هو . ولهم في هذه الطبقة صباح بن سهل الكوفي  ، يروي عن حصين بن عبد الرحمن   . قال  البخاري  وأبو زرعة  وأبو حاتم   : منكر الحديث . وقال  الدارقطني   : ضعيف . وقال  ابن حبان   : يروي المناكير عن أقوام مشاهير ، لا يجوز الاحتجاج بخبره . 
ولهم آخر يقال له : صباح بن محمد بن أبي حازم البجلي  [2]  ( * الأحمسي الكوفي  يروي عن مرة الهمداني   . قال  ابن حبان   : يروي عن الثقات الموضوعات . 
ولهم شخص يقال له صباح   * ) [3] العبدي  [4] قال الرازي   : هو مجهول . وآخر يقال له : ابن مجالد  ، مجهول يروي عنه بقية  [5]  . قال  ابن عدي   : ليس بالمعروف ، هو من شيوخ بقية  [6] المجهولين . 
 [ ص: 187 ]  وحسين  المقتول : إن أريد به  الحسين بن علي  ، فذلك أجل قدرا من أن يروي عن واحد عن  أسماء بنت عميس  ، سواء كانت  فاطمة  أخته أو ابنته ، فإن هذه القصة لو كانت حقا لكان هو أخبر بها من هؤلاء ، وكان قد سمعها من أبيه ومن غيره ، ومن أسماء  امرأة أبيه ، وغيرها ، لم يروها عن بنته أو أخته ، عن أسماء  امرأة أبيه . 
ولكن ليس هو  الحسين بن علي  ، بل هو غيره ، أو هو عبد الله بن الحسن أبو جعفر  ، ولهما أسوة أمثالهما . 
والحديث لا يثبت إلا برواية من علم أنه عدل ضابط ثقة يعرفه أهل الحديث بذلك . ومجرد العلم بنسبته لا يفيد ذلك ، ولو كان من كان . وفي أبناء الصحابة والتابعين من لا يحتج بحديثه ، وإن كان أبوه من خيار المسلمين . 
هذا إن كان علي بن هاشم  رواه ، وإلا فالراوي عنه عباد بن يعقوب الرواجني   . قال [7]  ابن حبان   : كان رافضيا ( * داعية يروي المناكير عن المشاهير ; فاستحق الترك . وقال  ابن عدي   : روى أحاديث أنكرت عليه في فضائل * ) [8] أهل البيت ومثالب غيرهم .  والبخاري  وغيره روى عنه من الأحاديث ما يعرف صحته ، وإلا فحكاية قاسم المطرز  عنه أنه قال : إن  عليا  حفر البحر ، وإن  الحسن  أجرى فيه الماء  ، مما يقدح فيه قدحا بينا [9]  . 
 [ ص: 188 ] قال المصنف : قد رواه عن أسماء  سوى هؤلاء ، وروى [10] من طريق أبي العباس بن عقدة  ، وكان مع حفظه جماعا لأكاذيب [11] الشيعة   . قال أبو أحمد بن عدي   : رأيت مشايخ بغداد  يسيئون [12] الثناء عليه ، يقولون : لا يتدين بالحديث ، ويحمل شيوخا بالكوفة  على الكذب ، ويسوي [13] لهم نسخا ، ويأمرهم بروايتها . وقال  الدارقطني   : كان ابن عقدة  رجل سوء [14]  . قال ابن عقدة   : حدثنا يحيى بن زكريا  ، أخبرنا يعقوب بن معبد  ، حدثنا عمرو بن ثابت  ، قال : سألت عبد الله بن حسن بن حسن بن علي  عن حديث رد الشمس على  علي   : هل ثبت عندكم ؟ فقال لي : ما أنزل الله في  علي  في كتابه أعظم من رد الشمس . قلت : صدقت جعلني الله فداك ، ولكني أحب أن أسمعه منك . قال : [ حدثني عبد الله   ] ، حدثني أبي الحسن  [15] ، عن  أسماء بنت عميس  أنها قالت : أقبل  علي  ذات يوم وهو يريد أن يصلي العصر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوافق  [ ص: 189 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد انصرف ونزل [16] عليه الوحي ، فأسنده إلى صدره ، فلم يزل مسنده إلى صدره حتى أفاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : أصليت العصر يا  علي  ؟ قال : جئت والوحي ينزل عليك ، فلم أزل مسندك إلى صدري حتى الساعة . فاستقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القبلة وقد غربت الشمس ، فقال : اللهم إن  عليا  كان في طاعتك فارددها عليه . قالت أسماء   : فأقبلت الشمس ولها صرير كصرير الرحى حتى ركدت في موضعها وقت العصر ، فقام  علي  متمكنا [17] فصلى العصر ، فلما فرغ رجعت الشمس ولها صرير كصرير الرحى ، فلما غابت الشمس اختلط الظلام ، وبدت النجوم  . 
قلت : بهذا اللفظ الخامس يناقض تلك الألفاظ المتناقضة ، ويزيد الناظر بيانا في أنها مكذوبة مختلقة ; فإنه ذكر فيها أنها ردت إلى موضعها وقت العصر ، وفي الذي قبله : إلى نصف النهار ، وفي الآخر : حتى ظهرت على رءوس الجبال . وفي هذا أنه كان مسنده إلى صدره ، وفي ذاك أنه كان رأسه في حجره . 
وعبد الله بن الحسن  لم يحدث بهذا قط ، وهو كان أجل قدرا من أن يروي مثل هذا الكذب ، ولا أبوه  الحسن  روى هذا عن أسماء   . وفيه : ما أنزل [18] الله في علي في كتابه أعظم من رد الشمس [19] شيئا . ومعلوم أن الله لم ينزل في  علي  ولا غيره في كتابه في رد الشمس شيئا [20]  . 
 [ ص: 190 ] وهذا الحديث ، إن كان ثابتا عن عمرو بن ثابت  ، الذي رواه عن عبد الله  [21] ، فهو الذي اختلقه ; فإنه كان معروفا بالكذب . قال  أبو حاتم بن حبان   : يروي الموضوعات عن الأثبات . وقال  يحيى بن معين   : ليس بشيء . وقال مرة : ليس بثقة ولا مأمون . وقال  النسائي   : متروك الحديث [22]  . 
قال المصنف : وأما رواية  أبي هريرة  فأنبأنا [23] عقيل بن الحسن العسكري  ، حدثنا أبو محمد صالح بن أبي الفتح الشناسي  [24] ، حدثنا أحمد بن عمرو بن حوصاء  ، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري  ، حدثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي  [25] ، عن أبيه ، قال : حدثنا داود بن فراهيج  ، عن عمارة بن فرو  [26] ، عن  أبي هريرة   - رضي الله عنه - وذكره . . قال المصنف : اختصرته من حديث طويل . 
قلت : هذا إسناد مظلم لا يثبت به شيء عند أهل العلم ، بل يعرف  [ ص: 191 ] كذبه من وجوه ; فإنه وإن كان داود بن فراهيج  مضعفا ، كان  شعبة  يضعفه ، وقال  النسائي   : ضعيف الحديث لا يثبت الإسناد إليه ، فإن فيه يزيد بن عبد الملك النوفلي  ، وهو الذي رواه عنه وعن عمارة   . قال  البخاري   : أحاديثه شبه لا شيء ، وضعفه جدا . وقال  النسائي   : متروك [ ضعيف ] [27] الحديث . وقال  الدارقطني   : منكر الحديث جدا . وقال  أحمد   : عنده مناكير . وقال  الدارقطني   : ضعيف . 
وإن [28] كان حدث به إبراهيم بن سعيد الجوهري  ، فالآفة من هذا . وإن كان يقال : إنه لم يثبته لا إلى إبراهيم بن سعيد الجوهري  ولا إلى ابن حوصاء  [29] ، فإن هذين معروفان ، وأحاديثهما معروفة قد رواها عنهما الناس [30]  ; ولهذا لما روى ابن حوصاء  الطريق الأول كان الإسناد إليه معروفا عنه ، رواه بالأسانيد المعروفة ، لكن الآفة فيه ممن بعده . وأما هذا فمن قبل ابن حوصاء  لا يعرفون [31]  . وإن قدر أنه ثابت عنه ، فالآفة بعده . 
وذكر  أبو الفرج بن الجوزي  أن ابن مردويه  رواه من طريق داود بن فراهيج  ، وذكر ضعف ابن فراهيج  ، ومع هذا فالإسناد إليه فيه الكلام أيضا . 
قال المصنف : وأما رواية  أبي سعيد الخدري  ، فأخبرنا محمد بن  [ ص: 192 ] إسماعيل الجرجاني  كتابة ، أن أبا طاهر محمد بن علي  الواعظ أخبرهم ، أنبأنا محمد بن أحمد بن منعم  ، أنبأنا القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر  ، حدثني أبي ، عن أبيه محمد  ، عن أبيه عبد الله  ، عن أبيه محمد  [32] ، عن أبيه  عمر  قال : قال  الحسين بن علي   : سمعت  أبا سعيد الخدري  يقول : دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا رأسه في حجر  علي  ، وقد غابت الشمس ، فانتبه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : يا  علي  صليت العصر ؟ قال : لا يا رسول الله ما صليت ; كرهت أن أضع رأسك من حجري وأنت وجع   . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ادع يا  علي  أن ترد عليك [33] الشمس . ( * فقال  علي   : يا رسول الله ادع أنت أؤمن [34]  . قال : يا رب إن  عليا  في طاعتك وطاعة رسولك ; فاردد عليه الشمس  * ) [35]  . قال أبو سعيد   : فوالله لقد سمعت للشمس صريرا كصرير البكرة ، حتى رجعت بيضاء نقية . 
قلت : هذا الإسناد لا يثبت بمثله شيء ، وكثير من رجاله لا يعرفون بعدالة ولا ضبط ، ولا حمل للعلم [36] ، ولا لهم ذكر في كتب العلم ، وكثير من رجاله [37] لو لم يكن فيهم إلا واحد بهذه المنزلة لم يكن ثابتا ، فكيف إذا كان كثير منهم - أو أكثرهم - كذلك ، ومن هو معروف بالكذب ، مثل عمرو بن ثابت  ؟ ! 
 [ ص: 193 ] وفيه : أنه كان وجعا ، وأنه سمع صوتها [38] حين طلعت كصرير [39] البكرة ، وهذا باطل عقلا ، ولم يذكره أولئك . ولو كان مثل هذا الحديث عن  أبي سعيد   - مع محبته  لعلي  وروايته لفضائله - لرواه عنه أصحابه المعروفون ، كما رووا غير ذلك من فضائل  علي  ، مثل رواية  أبي سعيد  عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ذكر الخوارج  ، قال : " تقتلهم أولى الطائفتين بالحق  " [40] ، ومثل روايته أنه قال  لعمار   : " تقتلك الفئة الباغية  " [41] ، فمثل هذا الحديث الصحيح عن  أبي سعيد  بين فيه أن  عليا  وأصحابه أولى بالحق من  معاوية  وأصحابه  ، فكيف لا يروي عنه مثل هذا لو كان صحيحا ؟ ! 
ولم يحدث بمثل هذا  الحسين  ولا أخوه  عمر  ولا  علي  ، ولو كان مثل هذا عندهما لحدث به [42] عنهما [43] المعروفون [44] بالحديث عنهما ; فإن هذا أمر عظيم . 
قال المصنف : وأما رواية أمير المؤمنين ، فأخبرنا أبو العباس الفرغاني  ، أخبرنا أبو الفضل الشيباني  ، حدثنا رجاء بن يحيى الساماني  ، حدثنا هارون بن مسلم [ بن سعيد ]  [45] بسامرا  [46] سنة أربعين ومائتين ،  [ ص: 194 ] حدثنا عبد الله بن عمرو الأشعث  ، عن داود بن الكميت  ، عن عمه المستهل بن زيد  ، عن أبي زيد بن سهلب  [47] ، عن جويرية بنت مسهر  [48] ، قالت [49]  : خرجت مع  علي  فقال : يا  جويرية  إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوحى إليه ورأسه في حجري ، وذكره . . 
قلت : وهذا الإسناد أضعف مما تقدم ، وفيه من الرجال المجاهيل الذين لا يعرف أحدهم بعدالة ولا ضبط . وانفرادهم بمثل هذا الذي لو كان  علي  قاله لرواه عنه المعروفون من أصحابه ، وبمثل هذا الإسناد عن هذه المرأة [50] ، ولا يعرف حال هذه المرأة ، ولا حال هؤلاء الذين رووا عنها ، بل ولا تعرف أعيانهم ، فضلا عن صفاتهم - لا يثبت فيه [51] شيء ، وفيه ما يناقض الرواية التي هي أرجح منه ، مع أن الجميع كذب ; فإن المسلمين رووا من فضائل  علي  ومعجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - ما هو دون هذا ، وهذا لم يروه [ أحد ] [52] من أهل العلم بالحديث . 
وقد صنف جماعة من علماء الحديث في فضائل  علي  ،  كما صنف  الإمام أحمد  فضائله ، وصنف أبو نعيم  في فضائله ، وذكر فيها أحاديث  [ ص: 195 ] كثيرة ضعيفة ، ولم يذكر هذا ; لأن الكذب ظاهر عليه ، بخلاف غيره . وكذلك لم يذكره  الترمذي  ، مع أنه جمع في فضائل  علي  أحاديث ، كثير [53] منها ضعيف . وكذلك  النسائي  وأبو عمر بن عبد البر   . وجمع  النسائي  مصنفا في [54] خصائص  علي   . 
قال المصنف : وقد حكى  أبو جعفر الطحاوي  [55] عن علي بن عبد الرحمن  ، عن أحمد بن صالح المصري  ، أنه كان يقول [56]  : لا [57] ينبغي لمن كان سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث أسماء  في رد الشمس ; لأنه من علامات النبوة [58]  . 
قلت : أحمد بن صالح  رواه من الطريق الأول ، ولم يجمع طرقه وألفاظه التي تدل من وجوه كثيرة على أنه كذب . وتلك الطريق راويها مجهول عنده ، ليس معلوم الكذب عنده ، فلم يظهر له كذبه . 
 والطحاوي  ليست عادته نقد الحديث كنقد أهل العلم ; ولهذا روى في " شرح معاني الآثار " الأحاديث المختلفة ، وإنما يرجح ما يرجحه منها في الغالب من جهة القياس الذي رآه حجة ، ويكون أكثرها مجروحا من جهة [59] الإسناد لا يثبت ، ولا يتعرض لذلك ; فإنه لم تكن معرفته بالإسناد  [ ص: 196 ] كمعرفة أهل العلم به ، وإن كان كثير الحديث ، فقيها عالما [60]  . 
قال المصنف : وقال أبو عبد الله البصري   : عود الشمس بعد مغيبها آكد حالا فيما يقتضي نقله ; لأنه وإن كان فضيلة لأمير المؤمنين ، فإنه من أعلام النبوة ، وهو مفارق لغيره من [61] فضائله في كثير من أعلام النبوة . 
قلت : وهذا من أظهر الأدلة على أنه كذب ; فإن أهل العلم بالحديث رووا فضائل  علي  التي ليست من أعلام النبوة ، وذكروها في الصحاح والسنن والمساند ، رووها عن العلماء الأعلام الثقات المعروفين . فلو كان هذا مما رواه الثقات ، لكانوا أرغب في روايته ، وأحرص الناس على [ بيان ] [62] صحته ، لكنهم لم يجدوا أحدا رواه بإسناد يعرف أهله بحمل العلم ، ولا يعرفون بالعدالة والضبط ، مع ما فيه من الأدلة الكثيرة [63] على تكذيبه . 
 [ ص: 197 ] قال : وقال أبو العباس بن عقدة  ، حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو  [64] ، أنبأنا [65] سليمان بن عباد  ، سمعت بشار بن دراع  ، قال : لقي  أبو حنيفة  [66] محمد بن النعمان  [67] فقال : عمن رويت حديث رد الشمس ؟ فقال : عن غير الذي رويت عنه يا سارية الجبل . قال المصنف : وكل هذه أمارات ثبوت الحديث . 
قلت : هذا يدل على أن أئمة أهل العلم لم يكونوا يصدقون بهذا الحديث ; فإنه لم يروه إمام من أئمة المسلمين . وهذا  أبو حنيفة  ، أحد الأئمة المشاهير ، وهو لا يتهم على  علي  ، فإنه من أهل الكوفة  دار الشيعة  ، وقد لقي من الشيعة  ، وسمع من فضائل  علي  ما شاء الله ، وهو يحبه ويتولاه ، ومع هذا أنكر هذا الحديث على محمد بن النعمان  [68]  .  وأبو حنيفة  أعلم وأفقه من  الطحاوي  وأمثاله ، ولم يجبه ابن النعمان  بجواب صحيح ، بل قال : عن غير من رويت عنه حديث : يا سارية الجبل . 
فيقال له : هب أن ذلك كذب ، فأي شيء في كذبه مما يدل على  [ ص: 198 ] صدق هذا . فإن كان كذلك [69] ،  فأبو حنيفة  لا ينكر أن يكون  لعمر   وعلي  وغيرهما كرامات ، بل أنكر هذا الحديث ; للدلائل الكثيرة على كذبه ، ومخالفته للشرع والعقل ، وأنه لم يروه أحد من العلماء المعروفين بالحديث ، من التابعين وتابعيهم ، وهم الذين يروون عن الصحابة ، بل لم يروه إلا كذاب أو مجهول لا يعلم عدله وضبطه ، فكيف يقبل هذا من مثل هؤلاء ؟ ! 
وسائر علماء المسلمين يودون أن يكون مثل هذا صحيحا ; لما فيه من معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - وفضيلة  علي  ، على الذين يحبونه ويتولونه ، ولكنهم لا يستجيزون التصديق بالكذب ، فردوه ديانة [70]  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					