الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  [ ص: 282 ] فصل

                  قال الرافضي [1] : " الرابع : الوقائع الصادرة عنهم [2] ، وقد تقدم أكثرها " .

                  قلنا : الجواب قد تقدم عنها مجملا ومفصلا . وبيان الجواب [3] عما ينكر عليهم أيسر من الجواب عما ينكر على علي ، وأنه لا يمكن أحد له علم وعدل أن يجرحهم ويزكي عليا ، بل متى زكى عليا كانوا أولى بالتزكية ، وإن جرحهم كان قد طرق الجرح إلى علي بطريق الأولى .

                  والرافضة إن طردت قولها لزمها جرح علي أعظم من جرح الثلاثة ، وإن لم تطرده تبين فساده وتناقضه  ، وهو الصواب .

                  كما يلزم مثل ذلك اليهود والنصارى إذا قدحوا في نبوة محمد دون نبوة موسى وعيسى ، فما يورد الكتابي على نبوة محمد سؤالا إلا ويرد على نبوة موسى وعيسى أعظم منه ، وما يورد الرافضي على إمامة الثلاثة إلا ويرد على إمامة علي ما هو أعظم منه  ، وما يورده [4] الفيلسوف على أهل الملل يرد عليه ما هو أعظم منه . وهكذا كل من كان أبعد عن الحق من غيره يرد عليه أعظم مما يرد على الأقرب إلى الحق [5] .

                  [ ص: 283 ] ومن الطرق الحسنة في مناظرة هذا أن يورد عليه من جنس ما يورده على أهل الحق وما هو أغلظ منه ; فإن المعارضة نافعة ، وحينئذ فإن فهم الجواب الصحيح علم الجواب عما يورد على الحق ، وإن وقع في الحيرة والعجز عن الجواب اندفع شره بذلك ، وقيل له : جوابك عن هذا هو جوابنا عن هذا .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية