[ ص: 289 ] فصل
قال الرافضي [1] : " السابع : عند موته : ليتني كنت سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم : هل أبي بكر للأنصار في هذا الأمر حق ؟ وهذا قول [2] يدل على شكه في صحة بيعة نفسه ، مع أنه الذي دفع الأنصار يوم السقيفة لما قالوا : منا أمير ومنكم أمير ، بما رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم : قريش " الأئمة من [3] .
والجواب : أما قول النبي - صلى الله عليه وسلم : " " الأئمة من قريش [4] فهو حق ، ومن قال : إن شك في هذا ، أو في صحة إمامته فقد كذب . الصديق
ومن قال : إن قال : ليتني كنت سألت النبي - صلى الله عليه وسلم : هل الصديق للأنصار في الخلافة نصيب ؟ فقد كذب ; فإن المسألة عنده وعند الصحابة أظهر من أن يشك فيها ; لكثرة النصوص فيها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا يدل على بطلان هذا النقل .
وإن قدر صحته ، ففيه فضيلة ; لأنه لم يكن يعرف النص ، [ ص: 290 ] واجتهد فوافق اجتهاده النص . ثم من اجتهاده وورعه تمنى أن يكون معه نص يعينه على الاجتهاد للصديق [5] ، فهذا يدل على كمال علمه ; حيث وافق اجتهاده النص ، ويدل على ورعه ; حيث خاف أن يكون مخالفا للنص ، فأي قدح في هذا ؟ !