الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وأما الثاني : ففي يوم الحديبية لما شاورهم على أن يغير على ذرية الذين أعانوا قريشا ، أو يذهب إلى البيت ؛ فمن صده قاتله ، والحديث معروف [1] عند أهل العلم أهل التفسير والمغازي والسير والفقه ، والحديث رواه البخاري ورواه أحمد في مسنده [2] .

                  حدثنا عبد الرزاق عن معمر ، قال : قال الزهري : أخبرني عروة بن [ ص: 392 ] الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم يصدق كل منهما صاحبه [3] ، قالا : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن [4] الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الهدي وأشعره ، وأحرم بعمرة [5] وبعث بين يديه عينا له من خزاعة يخبره عن قريش ، وسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان بغدير الأشطاط قريبا من عسفان أتاه عينه الخزاعي ؛ فقال : إني قد تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد جمعوا لك الأحابيش " ، قال أحمد : " وقال يحيى بن سعيد عن ابن المبارك " [6] : " قد جمعوا لك الأحابيش ، وجمعوا لك جموعا وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أشيروا علي [7] : أترون أن أميل [8] إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم ؛ فإن قعدوا قعدوا موتورين محروبين [9] ، وإن نجوا يكن عنقا قطعها الله ، أو ترون أن نؤم البيت ، فمن صدنا عنه قاتلناه فقال أبو بكر : الله ورسوله أعلم يا نبي الله ؛ إنما جئنا معتمرين ولم نجئ لقتال أحد [10] ، ولكن من [ ص: 393 ] حال بيننا وبين البيت قاتلناه ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " فروحوا إذا " . قال الزهري : وكان أبو هريرة يقول : ما رأيت أحدا قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [11] ، قال الزهري : حديث [12] المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم : فراحوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق " .

                  ومن هنا رواه البخاري من طريق ورواه في المغازي والحج [13] .

                  وقال الزهري في حديث المسور الذي اتفق عليه أحمد والبخاري [14] حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة ، فخذوا ذات اليمين ، فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم [15] بقترة الجيش ؛ فانطلق يركض نذيرا لقريش ، وسار النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان بالثنية التي يهبط [ ص: 394 ] عليهم منها بركت به راحلته فقال الناس [16] : حل حل فألحت فقالوا خلأت القصواء خلأت القصواء [17] ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ، " ما خلأت [ القصواء ] [18] وما ذاك لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل ؛ ثم قال : " والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها " ، ثم زجرها فوثبت ، قال : فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضا ، فلم يلبث الناس أن نزحوه وشكوا [19] إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العطش ، فانتزع سهما من كنانته ، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه [20] فوالله ما زال يجيش لهم بالري [21] حتى صدروا عنه ، فبينما هم كذلك إذا جاء بديل بن ورقاء الخزاعي ونفر [22] من قومه من خزاعة وكانوا عيبة نصح رسول [23] الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل تهامة " وفي لفظ لأحمد : " مسلمهم ومشركهم [24] " فقال : إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية ومعهم العوذ المطافيل ، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت .

                  [ ص: 395 ] فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إنا لم نجئ لقتال أحد ، ولكنا جئنا معتمرين ؛ فإن قريشا قد نهكتهم الحرب ، وأضرت بهم ؛ فإن شاءوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس ؛ فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا فقد جموا [25] وإن هم أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ولينفذن [26] الله أمره " . قال بديل : " سأبلغهم ما تقول فانطلق حتى أتى قريشا ؛ فقال : إنا قد جئناكم من عند هذا الرجل وسمعناه يقول قولا ؛ فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا ، فقال سفهاؤهم : لا حاجة لنا أن تخبرنا عنه بشيء ، وقال ذوو الرأي منهم : هات ما سمعته يقول ، قال سمعته يقول : كذا وكذا فحدثهم بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام عروة بن مسعود ، فقال : أي قوم ألستم بالوالد ؟ [27] قالوا : بلى ، قال : أولست بالولد [28] ؟ ، قالوا : بلى ، قال : فهل تتهموني ؟ قالوا : لا ، قال : ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا [29] علي جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني ؟ قالوا : بلى ، قال : فإن هذا قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها منه [30] ودعوني آته ، قالوا : ائته ، فأتاه [ ص: 396 ] فجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - له نحوا من قوله لبديل ، فقال عروة عند ذلك : أي محمد ، أرأيت إن استأصلت قومك [31] ، هل سمعت أحدا من العرب [32] اجتاح أصله [33] قبلك ؟ وإن تكن الأخرى ، فإني والله لأرى [34] وجوها وإني لأرى أوباشا [35] من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك ، ولفظ أحمد : " خلقاء أن يفروا ويدعوك [36] " فقال [ له ] [37] أبو بكر : - رضي الله عنه - : امصص بظر اللات [38] أنحن نفر عنه وندعه ؟ فقال : من ذا ؟ قالوا : أبو بكر ، قال : أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك ، وجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - فكلما كلمه أخذ بلحيته ، والمغيرة قائم على رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه السيف وعليه المغفر ؛ فكلما أهوى عروة بيده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب يده بنعل [39] السيف ، ويقول : أخر يدك عن لحية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فرفع عروة رأسه [40] فقال : من ذا [41] ؟ قالوا : المغيرة بن شعبة .

                  [ ص: 397 ] قال : أي غدر ، أولست أسعى في غدرتك ؟ وكان المغيرة صحب قوما [42] في الجاهلية ، فقتلهم وأخذ أموالهم ، [ ثم جاء فأسلم ] [43] ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أما الإسلام فأقبل ، وأما المال فلست منه في شيء . ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعينيه [44] ؛ قال : فوالله ما تنخم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم [ عنده ] [45] وما يحدون النظر إليه تعظيما له ، فرجع عروة إلى أصحابه فقال : أي قوم [ والله ] [46] لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ؛ والله إن رأيت ملكا عظيما [47] قط يعظمه أصحابه [48] ما يعظم أصحاب محمد محمدا ، والله إن تنخم بنخامة إلا وقعت في يد [49] رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده [50] .

                  [ ص: 398 ] وما يحدون النظر إليه تعظيما له ، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ؛ فقال رجل من كنانة [51] : دعوني آته ، فقالوا : ائته ، فلما أشرف على النبي - صلى الله عليه وسلم - [ وأصحابه [52] ] قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " هذا فلان ، وهو من قوم يعظمون البدن ، فابعثوها له " [ فبعثت له ] واستقبله [53] الناس يلبون ، فلما رأى ذلك قال : سبحان الله ، ما ينبغي لهذا أن يصد [54] عن البيت . فلما رجع إلى أصحابه ، قال : رأيت البدن قد قلدت وأشعرت [55] ، فما أرى أن يصد [56] عن البيت ؛ فقام رجل يقال له مكرز بن حفص فقال : دعوني آته [57] ؛ فلما أشرف عليهم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " هذا مكرز بن حفص وهو رجل فاجر " فجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - فبينما هو يكلمه جاء سهيل بن عمرو . قال معمر : فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " قد سهل لكم من أمركم " ، قال معمر عن الزهري في حديثه : فجاء سهيل ، فقال له : هات اكتب بيننا وبينك [58] كتابا ، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الكاتب فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : [ ص: 399 ] اكتب [59] بسم الله الرحمن الرحيم " فقال سهيل : أما الرحمن فما أدري [60] ما هو ، ولكن اكتب : باسمك اللهم ، كما كنت تكتب فقال المسلمون : والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم ؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اكتب باسمك اللهم " ، ثم قال : " هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله " ؛ فقال سهيل : والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ، ولكن اكتب : محمد بن عبد الله ؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " والله إني لرسول الله وإن كذبتموني ؛ اكتب : محمد بن عبد الله " . قال الزهري : وذلك لقوله : " لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها " . قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " على أن تخلوا [61] بيننا وبين المسجد الحرام نطوف به " [62] ؛ فقال سهيل : والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ، ولكن ذاك [63] من العام المقبل [64] فكتب ، وقال سهيل : وعلى أن [65] لا يأتيك منا رجل ، وإن كان على دينك إلا رددته إلينا قال المسلمون : سبحان الله ! كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما ؟ فبينما هم كذلك إذ جاء [66] أبو جندل بن سهيل [ ص: 400 ] بن عمرو يرسف في قيوده ، وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين ؛ فقال سهيل : هذا يا محمد [67] أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي ؛ قال : فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إنا لم نقض الكتاب بعد قال : فوالله إذا لا أصالحك على شيء أبدا ؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " فأجزه لي " قال : ما أنا مجيزه [68] ، قال : " بلى فافعل " قال : ما أنا بفاعل ؛ قال مكرز : بلى قد أجزناه لك ، قال أبو جندل : أي معاشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون ما قد لقيت ، وقد كان [69] عذب عذابا شديدا في الله فقال عمر [70] : فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت ألست نبي الله حقا ؟ قال : بلى ، قال : قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ، قلت : فلم نعطي [71] الدنية في ديننا إذا ؟ قال : " إني رسول الله ولست أعصيه ، وهو ناصري " ؛ قلت : أولست كنت تحدثنا : أنا سنأتي البيت فنطوف به [72] ؟ قال : " فأخبرتك أنك آتيه [73] العام ؟ " قلت : لا ، قال : " فإنك آتيه ومطوف به " [74] قال [75] : فأتيت أبا بكر فقلت : يا أبا بكر : أليس [ ص: 401 ] هذا نبي الله حقا ؟ قال : بلى ، قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى [76] ، قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ؟ قال : أيها الرجل إنه رسول الله ، وليس يعصي ربه ، وهو ناصره فاستمسك بغرزه [77] فوالله [ إنه ] على الحق [78] ، قلت : أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال : بلى ، أفأخبرك أنك [79] تأتيه العام [80] ؟ قلت : لا قال فإنك آتيه ومطوف به ؛ قال عمر [81] : فعملت لذلك أعمالا ، قال : فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : " قوموا فانحروا ، ثم احلقوا " قال : فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات ؛ فلما لم يقم أحد [82] دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك ، اخرج ولا تكلم أحدا منهم [83] ، * حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك [ فيحلقك ] [84] ، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك فنحر بدنه ، ودعا حالقه فحلقه * [85] ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى [ ص: 402 ] كاد بعضهم يقتل بعضا غما ، ثم جاء [86] نسوة مؤمنات فأنزل الله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار ) إلى قوله : ( ولا تمسكوا بعصم الكوافر ) [ سورة الممتحنة : 10 ] فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك ؛ فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية . ثم رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ؛ فجاء [87] أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم [88] فأرسلوا في طلبه رجلين ، فقالوا : العهد الذي جعلت لنا فدفعه إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة ؛ فنزلوا يأكلون من تمر لهم ، فقال أبو بصير لأحد الرجلين : والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا ، فاستله الآخر فقال : أجل والله إنه لجيد ، لقد جربت به ، ثم جربت ، فقال أبو بصير : أرني أنظر إليه فأمكنه [ منه ] [89] ، فضرب به حتى برد ، وفر الآخر حتى آتى المدينة فدخل المسجد يعدو فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين رآه لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير - رضي الله عنه - فقال : يا نبي الله قد وفى بذمتك [90] ، فلقد رددتني إليهم ، ثم أنجاني [ ص: 403 ] الله منهم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ويل أمه مسعر حرب ، لو كان له أحد " فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم ؛ فخرج حتى أتى سيف البحر ، قال : وتفلت منهم أبو جندل [91] بن سهيل - رضي الله عنه - ؛ فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد [92] أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة ؛ قال : فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوها [93] ، فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تناشده الله والرحم إلا أرسل إليهم : فمن أتاه منهم فهو آمن ، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم وأنزل الله عز وجل : ( وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة ) [ سورة الفتح : 24 ] حتى بلغ : ( حمية الجاهلية ) [ سورة الفتح : 26 ] وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ولم يقروا بـ " بسم الله الرحمن الرحيم " وحالوا بينهم وبين البيت
                  " رواه البخاري عن عبد الله بن محمد المسندي [94] عن عبد الرازق [95] ورواه أحمد عن عبد الرازق [96] ، وهو [ ص: 404 ] أجل قدرا من المسندي شيخ البخاري ؛ فما فيه من زيادة هي أثبت مما في البخاري .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية