فصل .
وأما قوله : " إنه يدل على " . قلة صبره
فباطل [1] ، بل ولا يدل على انعدام شيء من الصبر المأمور به ، فإن الصبر على المصائب واجب [2] بالكتاب والسنة ، ومع هذا فحزن القلب لا ينافي ذلك .
كما قال صلى الله عليه وسلم : " [3] حزن القلب ، ولكن يؤاخذ على هذا - يعني اللسان - أو [ ص: 462 ] يرحم " إن الله لا يؤاخذ على دمع العين ، ولا على [4] .
وقوله : " إنه يدل على " . عدم يقينه بالله
كذب وبهت [5] ، فإن كما ذكر الله عن الأنبياء قد حزنوا ، ولم يكن ذلك دليلا على عدم يقينهم بالله ، يعقوب ، وثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه إبراهيم قال : " تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضي الرب ، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون [6] " .
وقد نهى الله عن الحزن نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( ولا تحزن عليهم ) [ سورة النحل : 127 ] .
وكذلك قوله : " يدل على الخور وعدم الرضا بقضاء الله وقدره " .
هو باطل ، كما تقدم نظائره .