الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  فصل .

                  وقوله [1] : " وبعد الهجرة لم يكن لأبي بكر شيء ألبتة " .

                  فهذا كذب ظاهر ، بل كان يعين النبي صلى الله عليه وسلم بماله وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة ، فجاء بماله كله ، وأصحاب الصفة كانوا فقراء ، فحث النبي صلى الله عليه وسلم على [ ص: 552 ] طعمتهم ، فذهب بثلاثة ، كما في الصحيحين عن عبد الرحمن بن أبي بكر [2] ، قال : إن أصحاب الصفة كانوا ناسا فقراء ، وإن النبي صلى الله عليه وسلم قال مرة : " من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس وسادس ، أو كما قال : وإن أبا بكر جاء بثلاثة ، وانطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم بعشرة وذكر الحديث [3] .

                  وروى زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال عمر : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مالا عندي ، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما ، فجئت بنصف مالي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ فقلت : مثله ، قال : وأتى أبو بكر بكل مال عنده فقال : " يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك " ، فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ، فقلت : لا أسابقك إلى شيء أبدا ، رواه أبو داود والترمذي ، وقال : حديث صحيح [4] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية