الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  [ ص: 438 ] تجويزه فيهما ، كقول أكثر أهل الحديث والفلاسفة ، وهذا مبسوط في غير هذا الموضع .

                  وكذلك الدور نوعان : دور قبلي : وهو أنه لا يكون هذا إلا بعد هذا ، ولا هذا إلا بعد هذا ، وهذا ممتنع باتفاق العقلاء . وأما الدور المعي الاقتراني مثل المتلازمين اللذين يكونان في زمان واحد كالأبوة والبنوة ، وعلو أحد الشيئين على الآخر مع سفول الآخر ، وتيامن هذا عن ذاك مع تياسر [1] الآخر عنه ، ونحو ذلك من الأمور المتلازمة التي لا توجد إلا معا ، فهذا الدور ممكن . وإذا لم يكن واحد منهما فاعلا للآخر ولا تمام للفاعل [2] ، بل كان الفاعل لهما غيرهما ، جاز ذلك .

                  وأما إذا كان أحدهما فاعلا للآخر [3] ، أو من تمام كون الفاعل فاعلا ، صار من الدور الممتنع .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية