الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
690 - وقال " أبو عبيد " في حديث "علي " [رحمة الله عليه ] : أنه وكل "عبد الله بن جعفر " بالخصومة ، وقال : "إن للخصومة قحما " .

قال : حدثناه "عباد بن العوام " عن "محمد بن إسحاق " عن رجل من "أهل المدينة " يقال له : "جهم " عن "علي " .

قال "أبو زياد الكلابي " : القحم : المهالك .

قال "أبو عبيد " : ولا أرى أصل هذا إلا من التقحم ؛ لأنه يتقحم المهالك ، ومنه قحمة الأعراب ، وهو : أن تصيبهم السنة ، فتهلكهم ، فهو تقحمها عليهم ، [ ص: 343 ] أو تقحمهم بلاد الريف . وقال "ذو الرمة " يصف الإبل ، وشدة ما تلقى من السير حتى يجهضن :


يطرحن بالأولاد أو يلتزمنها على قحم بين الفلا والمناهل

وقال "جرير [بن الخطفي ] " :


قد جربت مصر والضحاك أنهم     قوم إذا حاربوا في حربهم قحم

وفي هذا الحديث من الفقه : أنه أجاز أن يوكل الرجل غيره بالخصومة وهو شاهد ،  وكان "أبو حنيفة " لا يجيز هذا إلا لمريض أو غائب ، وكان "أبو يوسف " و"محمد " يجيزانه ، يأخذان بقول "علي " - رحمه الله - .

التالي السابق


الخدمات العلمية