الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
85 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"خير ما تداويتم به اللدود، والسعوط، والحجامة، والمشي".  

قال: حدثناه يزيد، عن عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس، يرفعه.

قال "الأصمعي": اللدود: ما سقي الإنسان في أحد شقي الفم [ ص: 293 ] .

ومنه الحديث الآخر: "أنه لد في مرضه - صلى الله عليه وسلم - وهو مغمى عليه، فلما أفاق، قال: لا يبقى في البيت أحد إلا لد، إلا عمي العباس"   .

قال أبو عبيد فنرى - والله أعلم - أنه [إنما] فعل ذلك عقوبة لهم؛ لأنهم فعلوه من غير أن يأمرهم به.

قال "الأصمعي": وإنما أخذ اللدود من لديدي الوادي، وهما جانباه، ومنه قيل للرجل: هو يتلدد: إذا التفت عن جانبيه يمينا وشمالا.

ويقال: لددت الرجل ألده لدا: إذا سقيته ذلك.

وجمع اللدود ألدة، [و] قال عمرو بن أحمر الباهلي:


شربت الشكاعى والتددت ألدة وأقبلت أفواه العروق المكاويا

فهذا هو اللدود.

وأما الوجور: فهو في وسط الفم .

[ ص: 294 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية