الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
86 - وقال "أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلح "أهل نجران": "أنه ليس عليهم ربية ولا دم"  

[و] هكذا الحديث - بتشديد الباء والياء - .

قال [أبو عبيد و] بلغني ذلك عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار.

قال "الفراء": إنما هي ربية - مخففة - أراد بها الربا.

قال أبو عبيد: يعني أنه صالحهم على أن وضع عنهم الربا الذي كان عليهم في الجاهلية والدماء التي كانت عليهم يطلبون بها.

قال "الفراء": ومثل ربية من الربا: حبية من الاحتباء سماع من العرب [ ص: 295 ] .

يعني أنهم [قد] تكلموا بها بالياء، فقالوا: ربية، وحبية، ولم يقولوا: حبوة، وربوة، وأصلهما الواو من الحبوة والربوة.

قال أبو عبيد: والذي يراد من [هذا] الحديث أنه أسقط عنهم كل دم، كانوا يطلبون به [في الجاهلية] ، وكل ربا كان عليهم إلا رؤوس الأموال، فإنهم يردونها كما قال الله [عز وجل] : فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وهذا مثل حديثه الآخر: "ألا إن كل دم، ومال، ومأثرة كانت في الجاهلية، فإنها تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج".  

يعني أنه أقرهما على حالهما [ ص: 296 ] .

والسدانة في كلام العرب: الحجابة، والسادن: الحاجب. وهم السدنة للجماعة.

التالي السابق


الخدمات العلمية