الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
87 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"أفضل الناس مؤمن مزهد".  

قال: حدثناه "أبو معاوية" عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر شيئا في المملوك، إذا أطاع الله، وأطاع مواليه. قال: فذكرت ذلك "لكعب" فقال: "ليس عليه حساب، ولا مؤمن مزهد".

قال "الأصمعي" أو "أبو عمرو" - وأكبر ظني أنه الأصمعي - : المزهد: القليل الشيء؛ وإنما سمي مزهدا؛ لأن ما عنده يزهد فيه من قلته.

يقال منه: قد أزهد الرجل إزهادا: إذا كان كذلك، قال "الأعشى" يمدح قوما [ ص: 297 ] .

بحسن مجاورتهم جارة لهم. فقال:


فلن يطلبوا سرها للغنى ولن يسلموها لإزهادها

فالسر هو النكاح [ها هنا] .

قال [الله] - تبارك وتعالى - : ولكن لا تواعدوهن سرا

وقال امرؤ القيس [بن حجر] :


ألا زعمت بسباسة اليوم أنني     كبرت، وألا يشهد السر أمثالي

فأراد "الأعشى": أنهم لا يتزوجونها لغناها، ولا يتركونها لقلة مالها، وهو الإزهاد.

التالي السابق


الخدمات العلمية