الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: فظ.

                              حدثنا إبراهيم، حدثنا عمرو بن محمد، حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن الوليد بن كثير، عن أبي حلحلة، أن طلحة بن عبيد الله بن كريز، حدثه، أنه، سمع أم سلمة، تقول: "إنا لنجد صفة رسول الله صلى الله عليه في بعض الكتب اسمه المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ"  قوله: "ليس بفظ" الفظ: الخشن الكلام وقال لنا أبو نصر: الفظ: الغليظ، وأنشدنا:


                              لما رأينا منهم مغتاظا تعرف فيه اللؤم والفظاظا

                              .

                              حدثنا إبراهيم: حدثنا يوسف بن بهلول، حدثنا ابن إدريس، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن كعب بن مالك [ ص: 1133 ] : أن الذين قتلوا ابن أبي الحقيق بعثوا رجلا ينظر ما فعل، قال: فسمعت امرأته تقول: فاظ وإله يهود" قوله: "فاظ" : أي خرجت نفسه وأخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: أقول: فاظ الرجل ولا أقول فاضت نفسه، وأنشدنا:


                              والأسد أمسى جمعهم لفاظا     لا يدفنون منهم من فاظا



                              وقال أيضا:

                              كأنهم من فائظ مجرجم.

                              [ ص: 1134 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية