الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الثاني.

                              باب: مد.

                              حدثنا مسدد، حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا أبو ريحانة، عن سفينة: كان رسول الله صلى الله عليه يوضئه المد، ويغسله الصاع".  

                              حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا صفوان بن عيسى، حدثنا أبو نعامة، عن خالد بن عمير، وشويس، أن عتبة بن غزوان، لقي المشركين في يوم ومدة وعكاك".

                              حدثنا إبراهيم، حدثنا عبد الله بن صالح، أخبرنا أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن مغيرة بن شبل: "أصبح أصحاب رسول الله صلى الله عليه يميدون من النعاس" .

                              حدثنا إبراهيم بن المنذر، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: أنزل الله تعالى المطر ليلة بدر، فكان على المسلمين ديمة خفيفة" [ ص: 1135 ] قوله: "ويوضئه المد" ربع الصاع: رطل وثلث وزنا، وربع كيلجة وخمس كيلا.

                              كذا حدثنا ابن أبي الربيع، عن عبد الرزاق، عن معمر: أعطاني إسماعيل بن أمية المد فإذا فيه رطل ونصف" قال أبو زيد: مد وأمداد ومددة، وأنشد:


                              كأنما يبردن بالغبوق كيل مداد من فحا مدقوق



                              وقال أبو عمرو: المدد: الطوال، الواحد مديد قوله: "يوم ومدة" هو ندى من البحر يقع على الناس، وقوله: "يميدون" الميد: الحركة وأنشدني أبو نصر:


                              وناصرك الأدنى عليه ظعينة     تميد إذا استعبرت ميد المرنح



                              أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: إذا أصاب المطر العرفج فأثر فيه، وتأثيره أن يمأد: يهتز، والمأد للعرفج وغيره.

                              [ ص: 1136 ] وقوله: "ديمة خفيفة" أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الديمة: المطر يدوم اليوم واليومين، وليس بالشديد، والجمع الديم وأخبرنا عمرو، عن أبيه، عن المزني: المداومة: الناقة تداوم على حلبتها، ويقال: أحمر مدمى في الجمل، والتدمية: أن يكون أحم السراة وقال أبو زيد: أمد الجرح يمد إمدادا إذا صارت فيه مدة، وأمددت القوم برجال أو مال، والذين يرسلهم السلطان مدد ومددته في غيه أمده مدا إذا تركته، وأمددته بالطعام والشراب والسلاح، وقل ماء الركية فأمدتها ركية أخرى، ومد النهر يمد مدا، ومددت الدواة أمدها مدا، وتكلم فلان فأمده رجل من القوم: أي أعانه، ومددت الإبل أمدها مدا إذا سقيتها المديد: بزر أو دقيق أو سمسم وأخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: المدمد: النهر، والمدمد: الحبل، ومد الرجل في غيه، والمدد: ما أمد به المحارب من الرجال، والمادة كل شيء يكون مددا لغيره، أمددت فلانا إمدادا.

                              ، [ ص: 1137 ] والمديد شعير يجش ويبل تضفر به الإبل، وأمددت الإبل مدا، وهو أن يسقيها الماء بالبزر، وأمد الجرح يمد إمدادا، وأمددت الدواة إمدادا قال:

                              بخليج بحر مده خليجان ويقال: هو مني مد البصر، ومد العين، أي حيث ينتهي البصر إذا نظر، ولا يكون للغاية قال قحيف:


                              بنات بنات أعوج ملجمات     مدى الأبصار عليتها الفحال



                              وقال أبو عمرو: أتى فلان ابن عمه فماده، ما شئت من ميد: أعطاه ثيابا ومتاعا ودراهم.

                              [ ص: 1138 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية