الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: جذ.

                              حدثنا محمد بن مرزوق، حدثنا محمد بن عبد الله، حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه قال يوم حنين: "جذوهم جذا".  

                              حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثني سعد بن إبراهيم، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه: "مثل المنافق مثل الأرزة المجذية".

                              حدثنا ختن يحيى بن أكثم، حدثنا ابن المبارك، عن الفضل بن فضالة، عن أبيه: "دخلت على عبد الملك بن مروان وقد جذا منخراه، وشخصت عينه، فعرفنا فيه الموت".

                              حدثنا إبراهيم، حدثنا سريج بن النعمان، وموسى بن إسماعيل، قالا: حدثنا مهدي بن ميمون، عن محمد بن سيرين [ ص: 1171 ] : أتيت منزل أنس يوم الشك فوجدته قد شرب جذيذته وخرج إلى حوائجه".

                              حدثنا محمد بن مقاتل، حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس: "أنه مر بقوم يجذون حجرا قال: عمال الله تعالى أقوى من هؤلاء" قوله: "جذوهم جذا" الجذ: القطع جذذت الحبل فانجذ وقوله: "المجذية" سمعت ابن الأعرابي يقول: الجاذي على قدميه، والجاثي على ركبتيه، وجثا على ركبته وهو الانتصاب. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الجذو يبس الرسغ وانتصابه ومنه قوله: "دخلت على عبد الملك وقد جذا منخراه" أي انتصب وامتد وأخبرنا عمرو، عن أبيه، عن البكري: يقال لأهل البيت يموتون أو يقتلون كأنما تجاذوا على نصب حجر.

                              [ ص: 1172 ] وقال الكلابي: تجذيت يومي أجمع، أي دأبت، وتجذت المرأة على النسج يومها أجمع. وقال البكري: التجاذي أن يتجاذى القوم للركب للخصومة وقوله: "وقد شرب جذيذته" يريد السويق أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: إذا سمن سنام ولد الناقة قيل: قد أجذى وهو مجذ إجذاء وإجذاؤه: ارتفاعه، وأجذى الصبي أبوه على يده: إذا حمله وقوله: "يجذون حجرا" أي يرفعون ليعلموا أيهم أقوى وقوله تعالى: أو جذوة من النار أخبرني أبو عمر، عن الكسائي، يقال: جذوة، وجذوة، وجذوة. أخبرنا سلمة، عن الفراء: جذوة وجذوة [ ص: 1173 ] . وأخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: جذوة: قطعة غليظة من الحطب مثل الجذمة من أصل الشجر قال الطرماح:


                              يوفى على جذم الجذول كأنه خصم أبر على الخصوم يلندد



                              وذأجت السقاء: خرقته وقال أبو زيد: ذأجه إذا ذبحه، وذأج من الشراب إذا شرب يذأج ذأجا والجأذ شرب خمر أو نبيذ، يقال: جأذ يجأذ جأذا وقال أبو زيد: الجذوة: أصل الشجرة الغليظة والجذل: ما كان من العيدان على مثل شماريخ النخل.

                              [ ص: 1174 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية