الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: مصر.

                              حدثنا أحمد بن أسد الخشني، حدثنا الوليد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه: "إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا".  

                              حدثنا محمد بن الصباح الجرجائي، حدثني معتمر، عن أبيه، عن حنش، عن عكرمة، عن ابن عباس: "أيما مصر مصرته العرب فليس للعجم أن يحدثوا فيه كنيسة".

                              حدثنا أبو نعيم، حدثنا الوليد بن جميع، حدثني من، سمع سعيد بن زيد، وحبست، له سفينة بالماصر فقال: سمعت النبي صلى الله عليه يقول: "من قتل دون ماله فهو شهيد" .

                              [ ص: 1204 ] حدثنا محمد بن عثمان، حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا عمر بن أبي زائدة: "رأيت على زيد بن حسن بن علي ثوبين ممصرين، وهو محرم" قوله: "إذا افتتحتم مصر" مصر التي تعرف وفي قراءة عبد الله "اهبطوا مصر" بغير ألف ومثله ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين قوله: "أيما مصر مصرته العرب" إذا لم يكن مصرا بعينه كان نكرة، وجاز نصبه، وقال الله تعالى: اهبطوا مصرا فأجمعت القراء على نصبه وتنوينه .

                              حدثنا حميد بن مسعدة، عن يزيد، عن قتادة: "يعني أي مصر من الأمصار".

                              أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: "اهبطوا مصرا من الأمصار".

                              [ ص: 1205 ] وأخبرني أبو عمر، عن الكسائي، قوله: اهبطوا مصرا نكرة: أي قرية أو مصر، وقال بعضهم: هي مصر بعينها فإن شئت إذا كانت بعينها لم تجرها، فتكون الألف فيها كالألف في قواريرا، أو سلاسلا، وإن شئت أجريتها لخفة مصر، وإن كنت لم أسمعه من العرب في البلاد إلا بترك الإجراء أخبرنا سلمة عن الفراء، قوله: اهبطوا مصرا كتبت بالألف، وأسماء البلدان لا تصرف خفت أو ثقلت، وأسماء الناس إذا خف منها شيء جرى إذا كان على ثلاثة أحرف الأوسط ساكن مثل دعد وهند قوله: "حبست له سفينة بالماصر"، موضع تحبس فيه السفن لأخذ الصدقة قوله: "ثوبين ممصرين" ثوب مصبوغ فيه صفرة قليلة أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: المصارين الواحد مصير، وأمصرة للثلاثة، ومصران الجميع.

                              [ ص: 1206 ] وقال أبو زيد: المصارين: لذي الظلف والخف والمصارين: هي التي تؤدي إليها الكروش ما دفعته، وهي المعدة من الإنسان، والحوصلة من الطير بمنزلة المعدة، وتدعى القانصة من الطير، والأعفاج من الإنسان والحافر والسباع، واحدها عفج وأنشدنا:


                              وخابط ثنيين من مصير ونازع حشرجة الكرير



                              في كتاب ابن مهدي "فينين" والمصر: حلب الناقة بطرف الأصابع، والتمصر: حلب بقايا اللبن وقال أبو عمرو: المصور: التي فطمت من المعزى، والجدود: التي فطمت من الضأن، والمجددة من الضأن: مثل الربى، والربى: حدثان ما ولدت، والمصرمة: التي ينهزها ولدها وهو ابن مخاض حتى تيبس أطباؤها، وربما صرمت كلها، وربما بقي طبي أو طبيان.

                              [ ص: 1207 ] والصريمة أيكة السلم، يعني شجره، والصريم الشجرات تكون في الأرض البساط من العضاه قليلة.

                              [ ص: 1208 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية