الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الثامن عشر:

                              باب: قمر .

                              حدثنا الوليد، حدثنا زائدة، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه: "الدجال أقمر"   .

                              حدثنا يوسف بن بهلول، حدثنا ابن إدريس، عن ابن إسحاق، عن جهم بن أبي جهم، عن عبد الله بن جعفر، قالت حليمة: "خرجت على أتان لي قمراء" .

                              حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا زهير، عن أبي إسحاق، قلت للبراء: " أكان وجه رسول الله صلى الله عليه مثل السيف؟ قال: "كان مثل القمر"   .

                              [ ص: 373 ] حدثنا مسدد، حدثنا حصين بن نمير، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه: "من أدخل فرسا بين فرسين وقد أمن أن يسبق فهو قمار"   .

                              حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي، عن عطاء، قال: "في القمري شاة" قوله: "الدجال أقمر"  أي لونه لون الحمار الأقمر وقولها: "على أتان قمراء"  مثله وقوله: "مثل القمر" يريد مستديرا، وليلة مقمرة ليس لاستدارة القمر، ولكن لبياضها بالقمر، وأنشدنا:


                              أو شرفا يتم نورا قد زهر كما يتم ليلة البدر القمر

                              .

                              [ ص: 374 ] يقول: يتم شرفا قد توقد كليلة البدر في بياضها أخبرنا عمرو، عن أبيه: قوله "أقمر" يقول في لونه بياض وأنشدنا:


                              فأمسى يحط المعصمات حبيه     وأصبح زياف الغمامة أقمرا



                              وصف مطرا كثيرا، فقال: فأمسى يحط: ينزل المعصمات: الوعول والحبي: ما دنا من السحاب من الأرض زياف: يمس الأرض رويدا، وأقمر: أبيض وأقمر التمر: لم ينضج حتى يصيبه البرد، فيذهب حلاوته والتقمر: المشي في ظل القمر، والختل، وأنشدنا:


                              فراحوا سراعا يندهون مطيهم     وراح على آثارهم يتقمر



                              وأنشدنا أبو نصر:


                              تقمرها شيخ عشاء فأصبحت     قضاعية تأتي الكواهن ناشصا

                              .

                              [ ص: 375 ] قوله: "فهو قمار"  معروف، يقال: قامرته فقمرته وناشصا: مثل ناشز، تعول من قرحها بالشيخ وقوله: "في القمري شاة"  القمري: طائر مطوق، يقرقر ويضحك، والجميع قماري، والأنثى قمرية قال:


                              فلأبكينك ما بكت قمرية     تدعو على فنن الغصون حماما

                              .

                              [ ص: 376 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية