باب: نعر .
حدثنا دحيم، حدثنا ابن أبي فديك، عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، كان النبي صلى الله عليه يقول: "أعوذ بالله من شر عرق نعار، ومن حر النار" .
حدثنا موسى، حدثنا حماد، عن عطاء، عن أبي البختري: صلى بنا مصعب، فلما فرغ رفع صوته بالتكبير والتهليل، فقال عبيدة: " قاتله الله، نعار بالبدع .
حدثنا علي بن مسلم، حدثنا أبو داود، حدثنا أبو الفضل الباهلي، حدثني أبو قلابة، عن يزيد بن أصرم، سمعت عليا، يقول: "اللهم سلط عليهم غلام ثقيف، ذيال، ميال، به عرنة" يعني نعرة تعتري الملك .
[ ص: 452 ] قوله: "من شر عرق نعار" أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: يقال: نعر العرق نعرا ونعرانا بالدم إذا لم يرقأ، يريد اهتز بالدم وأنشد:
وبج كل عاند نعور أجوف ذي قوارة فؤور
وصف ثورا طعن كلابا فبج: شق كل عرق لا يرقأ عاند: يفوح بالدم نعور: نعر العرق ينعر إذا دفع بالدم أجوف: واسع ذي قوارة يفور قوله: "نعار بالبدع" يقال: نعر الناعر، إذا صاح، قال أبو نصر: نعر ينعر نعيرا أخبرنا عمرو، عن أبيه يقال: إنه لنعر إذا كان شديد الغضب قوله: "به نعرة" ذباب الحمير أزرق، فيرفع الحمار إذا دخل في أنفه رأسه، فشبه المتكبر به وقال أبو زيد: لأطيرن نعرتك، وهي الخيلاء أخبرنا عمرو، عن أبيه: يقال: مطرنا في نعرة الصيف، أي في أوله، ونعرة الربيع والنعرة: ذباب، وأنشدنا:
[ ص: 453 ]
فظل يرنح في غيطل كما يستدير الحمار النعر
يرنح: يميل كالسكران غيطل: شجر ملتف، والغيطلة: الجلبة، وقال آخر:
بعازب النبت يرتاح الفؤاد له رأد النهار لأصوات من النعر
أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: النعور: الريح التي تفجؤك ببرد، وأنت في حر، أو بحر وأنت في برد بنفح شديد .
[ ص: 454 ]


