ولما وقع علي من الإنكار ما وقع مع ما هدى الله إليه وله الحمد ، لم أزل أتبع التي نبه عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحذر منها ، وبين أنها ضلالة وخروج عن الجادة ، وأشار العلماء إلى تمييزها والتعريف بجملة منها ، لعلي أجتنبها فيما استطعت ، وأبحث عن السنن التي كادت تطفئ نورها تلك المحدثات; لعلي أجلو بالعمل سناها ، وأعد يوم القيامة فيمن أحياها ، إذ ما من بدعة تحدث إلا ويموت من السنن ما هو في مقابلتها ، حسبما جاء عن السلف في ذلك . البدع
فعن ; قال : ما يأتي على الناس من عام ، إلا أحدثوا فيه بدعة ، وأماتوا فيه سنة ، حتى تحيا البدعة ، وتموت السنن . ابن عباس
وفي بعض الأخبار : لا يحدث رجل بدعة إلا ترك من السنة ما هو خير منها .
[ ص: 40 ] وعن لقمان بن أبي إدريس الخولاني : أنه كان يقول : ما أحدثت أمة في دينها بدعة إلا رفع بها عنهم سنة . وعن قال : ما أحدث قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ، ثم لم يعدها إليهم إلى يوم القيامة . حسان بن عطية
إلى غير ذلك مما جاء في هذا المعنى ، وهو مشاهد معلوم حسبما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى .