وأما الخوف عليه من أن يكون كافرا :
فلأن العلماء من السلف الأول وغيرهم اختلفوا في تكفير كثير من فرقهم; مثل : الخوارج ، والقدرية ، وغيرهم .
[ ص: 169 ] ودل على ذلك ظاهر قوله تعالى : ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ) .
وقوله : ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ) الآية .
وقد حكم العلماء بكفر جملة منهم كالباطنية وسواهم ، لأن مذهبهم راجع إلى مذهب الحلولية القائلين بما يشبه قول النصارى في اللاهوت والناسوت .
والعلماء إذا اختلفوا في أمر : هل هو كفر أم لا ؟ فكل عاقل يربأ بنفسه أن ينسب إلى خطة خسف كهذه; بحيث يقال له : إن العلماء اختلفوا : هل أنت كافر أم ضال غير كافر ؟ أو يقال : إن جماعة من أهل العلم قالوا بكفرك ، وأنت حلال الدم .