[ ص: 278 ] ومن خصائصه في محرمات النكاح :
50 1553 - ( 1 ) - ، واستشهد له بأن النبي صلى الله عليه وسلم { إمساك من كرهت نكاحه }. انتهى . قال نكح امرأة ذات جمال ، فلقنت أن تقول له : أعوذ بالله منك ، فلما قالت ذلك قال : لقد استعذت بمعاذ الحقي بأهلك في مشكله : هذا الحديث أصله في ابن الصلاح من حديث البخاري أبي أسيد الساعدي دون ما فيه أن نساءه علمنها ذلك ، قال : وهذه الزيادة باطلة وقد رواها ابن سعد في الطبقات بسند ضعيف . انتهى .
قلت : فيه وهو معروف بالضعف ، ومن الوجه المذكور أخرجه الواقدي ولفظه : عن الحاكم حمزة بن أبي أسيد ، عن أبيه قال { أسماء بنت النعمان الجونية فأرسلني فجئت بها ، فقالت حفصة : اخضبيها أنت ، وأنا أمشطها ، ففعلتا ثم قالت لها إحداهما : إن رسول الله يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول : أعوذ بالله منك . فلما دخلت عليه أغلق الباب وأرخى الستر ثم مد يده إليها فقالت : أعوذ بالله منك . فقال بكمه على وجهه فاستتر به ، وقال : عذت بمعاذ ثم خرج علي فقال : يا لعائشة أبا أسيد ألحقها بأهلها ، ومنعها برازقيين ، فكانت تقول : ادعوني الشقية }. وفي رواية تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا منقطعة : { للواقدي } - الحديث - وأصل حديث أنه دخل عليه داخل من النساء وكانت من أجمل النساء ، فقالت : إنك من الملوك فإن كنت تريدين أن تحظي عنده فاستعيذي منه أبي أسيد عند كما قال البخاري ، وعنده وعند ابن الصلاح من حديث مسلم نحوه ، وسماها سهل بن سعد أميمة بنت النعمان بن شراحيل ، وفي ظاهر [ ص: 279 ] سياقه مخالفة لسياق أبي أسيد ، ويمكن الجمع بينهما ، وهو أولى من دعوى التعدد في الجونية . وللشيخين أيضا من حديث : { عائشة ابنة الجون لما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودنا منها قالت : أعوذ بالله منك }. وسماها أن من هذا الوجه ابن ماجه عمرة . ورجح ابن منده : أميمة ، وقيل : اسمها العالية ، وقيل : . ووقع مثل هذه القصة في فاطمة ، وقال : إنها من النسائي كلب ، والحق أنها غيرها ، لأن الجونية كندية بلا خلاف ، وأما الكلبية فهي سناء بنت سفيان بن عوف بن كعب بن عبيد بن أبي بكر بن كلاب ، حكاه وغيره . الحاكم