[ ص: 272 ] قالوا : حزقيال - وهو يهدد اليهود ويصف لهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم - : " وإن الله مظهرهم عليكم ، وباعث فيكم نبيا ، ومنزل عليهم كتابا ، ومملكهم رقابكم ، فيقهرونكم ويذلونكم بالحق ، ويخرج رجال وقال : بني قيذار في جماعات الشعوب ، معهم ملائكة على خيل بيض متسلحين ، محيطون بكم ، وتكون عاقبتكم إلى النار ، نعوذ بالله من النار " .
وذلك أن رجال بني قيذار هم ( ربيعة ) و ( مضر ) أبناء عدنان ، وهما جميعا من ولد قيذار بن إسماعيل ، والعرب كلهم من [ ص: 273 ] بني عدنان ، وبني قحطان . فعدنان - أبو ربيعة - ومضر وأنمار من ولد إسماعيل باتفاق الناس ، . وأما قحطان فقيل هم من ولد إسماعيل ، وقيل هم من ولد هود . ومضر ولد إلياس بن مضر ، وقريش هم من ولد إلياس بن مضر ، وهوازن مثل عقيل ، وكلاب ، وسعد بن بكر و " بنو نمير " ، وثقيف وغيرهم هم من ولد إلياس بن مضر .
وهؤلاء انتشروا في الأرض ، فاستولوا على أرض الشام والجزيرة ومصر والعراق وغيرها ، حتى إنهم لما سكنوا الجزيرة بين الفرات [ ص: 274 ] ودجلة ، سكنت مضر في حران وما قرب منها ، فسميت ديار مضر ، وسكنت ربيعة في الموصل وما قرب منها ، فسميت ديار ربيعة .