الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
والنوع الثاني : آيات الجو ، كاستسقائه صلى الله عليه وسلم ، واستصحائه ، وطاعة السحاب له ، ونزول المطر بدعائه صلى الله عليه وسلم . ففي الصحيحين عن أنس بن مالك أن رجلا دخل المسجد في [ ص: 183 ] يوم جمعة من باب كان نحو دار القضاء ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يخطب ، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ، ثم قال : يا رسول الله ، هلكت الأموال وانقطعت السبل ، فادع الله يغيثنا ، قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ، ثم قال : اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا . قال أنس : فلا والله ما نرى في السماء من سحاب ، ولا من قزعة ، وأن السماء لمثل الزجاجة ، وما بيننا وبين سلع من دار فوالذي نفسي بيده ما وضع يديه حتى ثار السحاب أمثال الجبال ، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر عن لحيته . وفي رواية أخرى : فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم [ ص: 184 ] أمطرت ، قال : فلا والله ما رأينا الشمس سبتا ، قال : ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يخطب ، فاستقبله قائما فقال : يا رسول الله ، هلكت الأموال وانقطعت السبل ، فادع الله يمسكها عنا ، قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ، ثم قال : اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآكام ، والظراب ، وبطون الأودية ، ومنابت الشجر . قال : فما يشير بيده إلى ناحية إلا تفرجت حتى رأيت المدينة في مثل الجوبة ، وسال الوادي قناة شهرا ، ولم يجئ أحد من ناحية إلا أخبر بجود . ومن هذا الباب : نصر الله بالريح التي قال الله فيها : ياأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا [ ص: 185 ] قال مجاهد : يعني ريح الصبا ، أرسلت على الأحزاب يوم الخندق حتى كفأت قدورهم على أفواهها ، ونزعت فساطيطهم . وجنودا لم تروها : يعني الملائكة . وفي صحيح مسلم ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور . وفي المغازي والسير قصة الأحزاب ، وكيف أرسلت عليهم الريح والملائكة ، وانهزموا بغير قتال معروف .

التالي السابق


الخدمات العلمية