الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
والنوع الثالث : تصرفه في الحيوان : الإنس ، والجن ، والبهائم [ ص: 186 ] فروي عن عبد الله بن جعفر قال : أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأسر إلي حديثا لا أحدث به أحدا من الناس ، قال : وكان أحب ما استتر به هدف أو حائش نخل ، فدخل حائط رجل من الأنصار ، فإذا جمل فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح رأسه ، وذفراه فسكن ، قال : لمن هذا الجمل ؟ فجاء فتى من الأنصار فقال : هو لي يا رسول الله ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها ؟ فإنه شكا إلي أنك تجيعه ، وتدئبه . روى مسلم بعضه [ ص: 187 ] وبعضه على شرطه ، ورواه أبو داود وغيره . وروى أحمد ، والدارمي ، وغيرهما عن جابر قال : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر ، حتى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان بني النجار إذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه ، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء حتى أتى الحائط فدعا البعير ، فجاء واضعا مشفره إلى الأرض ، حتى برك بين يديه ، قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هاتوا خطاما . فخطمه ودفعه إلى صاحبه . قال : ثم التفت إلى الناس فقال : [ ص: 188 ] إنه ليس شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أني رسول الله ، إلا عاصي الجن والإنس . وروى الطبراني ، عن جابر قال : خرجنا في غزوة ذات الرقاع حتى إذا كنا بحرة واقم ، عرضت امرأة بدوية بابن لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، هذا ابني قد غلبني عليه الشيطان ، قال : فأدنيه مني ، فأدنته ، فقال : افتحي فمه ، فبصق فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 189 ] وقال : اخسأ عدو الله ، وأنا رسول الله ، ثلاث مرات ثم قال : شأنك بابنك ، ليس عليه بأس فلن يعود إليه شيء مما كان يصيبه وذكر قصة الشجرتين إلى أن قال : فنزلنا في واد من أودية بني محارب فعرض له رجل من بني محارب يقال له : غورث بن الحارث ، والنبي صلى الله عليه وسلم متقلد سيفه ، فقال : يا محمد ، أعطني سيفك هذا ، فسله فناوله إياه ، ونظر إليه ساعة ، ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا محمد ، من يمنعك [ ص: 190 ] مني ؟ فارتعدت يده حتى سقط السيف من يده ، فتناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : يا غورث ، من يمنعك مني ؟ قال : لا أحد ، قال : ثم أقبلنا راجعين ، فجاء رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعش طير يحمله ، وفيه فراخ ، وأبواه يتبعانه ، ويقعان على يد الرجل ، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على من كان معه ، فقال : أتعجبون بفعل هذا الطير ، وبفراخهما ؟ زاد في رواية : فربكم أرحم بكم من هذا الطير بفراخه ، ثم أقبلنا راجعين حتى إذا كنا بحرة واقم عرضت لنا المرأة التي جاءت بابنها بوطب من لبن وشاة ، فأهدته له ، فقال : ما فعل ابنك ؟ هل أصابه شيء مما كان يصيبه ؟ قالت : لا ، والذي بعثك بالحق ما أصابه شيء مما كان يصيبه ، وقبل هديتها ، ثم أقبلنا راجعين حتى إذا كنا بمهبط من الحرة ، أقبل جمل يرقل ، فقال : أتدرون ما قال هذا الجمل ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : هذا جمل جاءني يستعدي على سيده ، [ ص: 191 ] يزعم أنه كان يحرث عليه منذ سنين ، حتى إذا أجربه ، وأعجفه ، وكبر سنه أراد نحره ، اذهب معه يا جابر إلى صاحبه فائت به . فقلت : ما أعرف صاحبه يا رسول الله . قال : إنه سيدلك عليه . قال : فخرج بين يدي معنقا حتى وقف بي في مجلس بني خطمة فقلت : أين رب هذا الجمل ؟ قالوا : فلان ، فجئته ، فقلت : أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم . فخرج معي حتى جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن جملك هذا يستعدي عليك ، يزعم أنك حرثت عليه زمانا حتى أجربته ، وأعجفته ، وكبر سنه ، ثم أردت نحره . قال : والذي [ ص: 192 ] بعثك بالحق إن ذلك كذلك . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : بعنيه . قال : نعم يا رسول الله ، فابتاعه منه ثم سيبه في الشجر حتى نصب سناما ، فكان إذا اعتل على بعض المهاجرين والأنصار من نواضحهم شيء أعطاه أياه فمكث بذلك زمانا . وهذا الحديث له شواهد ، أخرج أهل الصحيح منه قصة الشجرتين ، وقصة الذي شهر السيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقصة الطير [ ص: 193 ] رواها أبو داود الطيالسي ، وقصة الصبي ذكرها غير واحد . وروى الإمام أحمد في مسنده عن يعلى بن مرة الثقفي قال : ثلاثة أشياء رأيتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بينا نحن نسير معه إذ مررنا ببعير يسنى عليه ، فلما رآه البعير جرجر ووضع جرانه بالأرض ، فوقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أين صاحب هذا البعير ؟ فجاء ، فقال : بعنيه . فقال : بل [ ص: 194 ] نهبه لك ، وهو لأهل بيت ، ما لهم معيشة غيره . قال : أما إذ ذكرت هذا من أمره ، فإنه شكا كثرة العمل وقلة العلف ، فأحسنوا إليه . وفي رواية : أنهم أرادوا نحره . ثم سرنا فنزلنا منزلا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : انطلق إلى هاتين الشجرتين ، فقل لهما : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكما : أن تجتمعا . فانطلقت ، فقلت لهما ذلك ، فانتزعت كل واحدة منهما من أصلها ، فنزلت كل واحدة إلى صاحبتها فالتفتا جميعا ، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته من ورائهما ، ثم لما فرغ عادت كل واحدة منهما مكانها بأمره . وأتته امرأة بصبي لها به لمم ، فقالت : يا رسول الله ، إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين ، يأخذه في كل يوم مرتين فتفل النبي صلى الله عليه وسلم في فيه ، وقال : اخرج عدو الله أنا رسول الله . فبرئ ، فلما رجعنا جاءت أم الغلام بكبشين وشيء من أقط ، قالت : والذي بعثك بالحق ما رأينا منه ريبا بعدك ، فأخذ أحد الكبشين ، والأقط ، ورد الكبش الآخر . [ ص: 195 ] وروى هذه القصة أبو يعلى الموصلي ، عن أسامة بن زيد رضي الله عنه ، ورواه الحاكم في صحيحه قال : سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرأيت منه عجبا ، وذكر الحديث . وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : للمرأة لما أخرج الشيطان من ابنها إذا رجعنا فأعلمينا ما صنع . ورواه الدارمي أيضا . وروى الدارمي ، عن ابن عباس أن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، إن ابني به جنون ، وإنه يأخذه عند غدائنا وعشائنا ، فيخبث علينا ، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ، ودعا فثغ ثغة ، خرج من جوفه مثل الجرو الأسود فشفي . وروى أبو داود الطيالسي ، عن ابن مسعود قال : كنا مع رسول الله [ ص: 196 ] صلى الله عليه وسلم في سفر فدخل رجل غيضة ، فأخرج منها بيضة حمرة ، فجاءت الحمرة ترف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه ، فقال : أيكم فجع هذه ؟ فقال رجل من القوم : أنا أخذت بيضتها . فقال : رده رحمة لها . وروى الحاكم في صحيحه عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ركبنا البحر في سفينة ، فانكسرت السفينة ، فركبت لوحا من ألواحها ، فطرحني في أجمة فيها أسد فلم يرعني إلا به . [ ص: 197 ] فقلت : يا أبا الحارث ، أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فطأطأ رأسه ، وغمز بمنكبه شقي فما زال يغمزني ويهديني الطريق حتى وضعني على الطريق ، فلما وضعني على الطريق همهم فظننت أنه يودعني . وروى الإمام أحمد في مسنده ، عن عائشة قالت : كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحش ، إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد ولعب وأقبل وأدبر ، فإذا أحس برسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل ، ربض ، فلم يترمرم كراهية أن يؤذيه . ورواه أبو نعيم . [ ص: 198 ] وروى عنها أحمد أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في نفر من المهاجرين والأنصار ، فجاء بعير فسجد له ، فقال أصحابه : يا رسول الله ، تسجد لك البهائم والشجر ، فنحن أحق أن نسجد لك ، فقال : لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، ولو أمرها أن تنقل من جبل أصفر إلى جبل أسود ومن جبل أسود إلى جبل أبيض كان ينبغي لها أن تفعله . رواه أحمد ، عن عفان ، وابن ماجه ، عن ابن أبي شيبة ، عن [ ص: 199 ] عفان ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، ثنا أبي ، ثنا علي بن زيد ، ثنا سعيد ، عن عائشة . وقصة هذا الجمل رواها جماعة . وروى الإمام أحمد في مسنده ، عن أبي سعيد الخدري قال : عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي ، فانتزعها منه ، فأقعى [ ص: 200 ] الذئب على ذنبه ، فقال : ألا تتقي الله تنزع مني رزقا ساقه الله إلي ؟ فقال : يا عجبا ، ذئب مقع على ذنبه يكلمني كلام الإنس ؟ فقال الذئب : ألا أخبرك بأعجب من ذلك ؟ محمد صلى الله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق . قال : فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة ، فزواها إلى زاوية من زواياها ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي : الصلاة جامعة ، ثم خرج فقال للأعرابي : أخبرهم ، فأخبرهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدق والذي نفسي بيده ، لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس ويكلم الرجل عذبة سوطه ، وشراك نعله ، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده . وروى الترمذي آخره ، وصححه ، قال البيهقي : إسناده [ ص: 201 ] صحيح ، وله شاهد من وجه آخر . ورواه أحمد ، عن أبي هريرة قال : وكان الراعي يهوديا ، فأسلم . وقال فيه : أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرتين يخبركم بما مضى ، وما هو كائن بعدكم . وفي الصحيحين عن أنس قال : كان بالمدينة فزع فاستعار النبي صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة ، وكان يقطف ، فلما رجع قال : وجدنا فرسكم هذا بحرا ، وكان بعد ذلك لا يجارى . وفي الصحيحين عن سلمة بن الأكوع ، وسهل بن سعد ، عن [ ص: 202 ] النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر أنه أرسل إلى علي وهو أرمد العين ، فقال : لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ، يفتح الله على يديه ، فبصق في عينيه فبرأ كأن لم يكن به وجع قط ، وأعطاه الراية ، فقال علي : يا رسول الله ، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ قال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم . وعن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن أبيه قتادة بن النعمان أنه [ ص: 203 ] أصيبت عينه يوم بدر فسالت على وجنته ، فأرادوا أن يقطعوها ، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : لا ، ودعاه ، وغمز حدقته براحته ، فكان لا يدري أي عينيه أصيبت ، فكانت أحسن عينيه وأحدهما . وفي رواية : فرفع حدقته حتى وضعها موضعها ، ثم غمزها براحته ، وقال : اللهم اكسبه جمالا . فمات وما يدري من لقيه أي عينيه أصيبت . رواه عنه أهل المغازي . [ ص: 204 ] وأنشد ولده بحضرة عمر بن عبد العزيز ، وهو خليفة ، أقره من حضر ولم ينكروه


أنا ابن الذي سالت على الخد عينه 69 وردت بكف المصطفى أيما رد

فلولا أنه كان معروفا عند التابعين لم يقروه ، وهم إنما تلقوا هذا عن الصحابة . وفي صحيح البخاري ، عن البراء بن عازب قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار [ ص: 205 ] وأمر عليهم عبد الله بن عتيك ، وكان أبو رافع يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويعين عليه ، وكان في حصن له بأرض الحجاز فلما دنوا منه ، وقد غربت الشمس ، وراح الناس قال عبد الله لأصحابه : اجلسوا مكانكم ، فإني منطلق ومتلطف للبواب لعلي أدخل . قال : وأقبل حتى دنا من الباب ، وذكر قصة قتله إلى أن [ ص: 206 ] قال ثم وضعت السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره فعلمت أنني قد قتلته فجعلت أفتح الأبواب بابا فبابا حتى انتهيت إلى درجة فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامتي ، ثم انطلقت حتى جلست عند الباب فقلت : لا أبرح حتى أعلم أقتلته أم لا ، فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال : أنعي أبا رافع . قال : فانطلقت إلى أصحابي ، فقلت : النجاة النجا ، قد قتل الله أبا رافع قال : فانتهينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وحدثناه فقال : ابسط رجلك ، فبسطها فمسحها فكأنما لم أشتكها قط .

[ ص: 207 ] وفي البخاري ، عن يزيد بن أبي عبيد قال : رأيت في ساق سلمة بن الأكوع أثر ضربة ، فقلت : يا أبا مسلم ما هذه الضربة ؟ قال : هذه ضربة أصابتني يوم خيبر ، فقال الناس : أصيب سلمة قال : فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيت منها حتى الساعة . وفي الترمذي ، وغيره ، عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضريرا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ادع الله تعالى أن يعافيني . قال : إن شئت صبرت فهو خير لك ، وإن شئت دعوت الله . قال : فادعه ، قال : فأمره أن يتوضأ ، فيحسن الوضوء ، فيصلي ركعتين ، ويدعو بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد ، إني أتوجه بك إلى [ ص: 208 ] ربي في حاجتي هذه فتقضيها لي ، اللهم فشفعه في . وفي رواية قال : يا رسول الله ، ليس لي قائد ، وقد شق علي . وذكر الحديث . فقال عثمان : والله ما تفرقنا ، ولا طال الحديث بنا حتى دخل الرجل وكأنه لم يكن به ضر قط . قال الترمذي : حديث صحيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية