( ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويتولونهم ، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم : حيث قال يوم غدير خم : أذكركم الله في أهل بيتي .

وقال أيضا للعباس عمه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال : والذي نفسي بيده ؛ لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي .

[ ص: 280 ] وقال : إن الله اصطفى بني إسماعيل ، واصطفى من بني إسماعيل كنانة ، واصطفى من كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ) .

التالي السابق

عرض الحاشية

ش أَهْلُ بَيْتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُمْ مَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِمُ الصَّدَقَةُ ، وَهُمْ : آلُ عَلِيٍّ ، وَآلُ جَعْفَرٍ ، وَآلُ عَقِيلٍ ، وَآلُ الْعَبَّاسِ ، وَكُلُّهُمْ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، وَيَلْحَقُ بِهِمْ بَنُو الْمُطَّلِبِ ؛ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُونَا جَاهِلِيَّةً وَلَا إِسْلَامًا .

فَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يَرْعَوْنَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ وَقَرَابَتَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ كَمَا يُحِبُّونَهُمْ لِإِسْلَامِهِمْ ، وَسَبْقِهِمْ ، وَحُسْنِ بَلَائِهِمْ فِي نُصْرَةِ دِينِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .

[ ص: 281 ] وَ ( غَدِيرُ خُمٍّ ) بِضَمِّ الْخَاءِ قِيلَ : اسْمُ رَجُلٍ صَبَّاغٍ أُضِيفَ إِلَيْهِ الْغَدِيرُ الَّذِي بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ بِالْجُحْفَةِ .

وَقِيلَ : خُمٌّ اسْمُ غَيْضَةٍ هُنَاكَ نُسِبَ إِلَيْهَا الْغَدِيرُ ، وَالْغَيْضَةُ : الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ .

وَأَمَّا قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِعَمِّهِ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحِبُّوكُمْ لِلَّهِ وَلِقَرَابَتِي ؛ فَمَعْنَاهُ : لَا يَتِمُّ إِيمَانُ أَحَدٍ حَتَّى يُحِبَّ أَهْلَ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلَّهِ أَوَّلًا : لِأَنَّهُمْ مِنْ أَوْلِيَائِهِ وَأَهْلِ طَاعَتِهِ الَّذِينَ تَجِبُ مَحَبَّتُهُمْ وَمُوَالَاتُهُمْ فِيهِ ، وَثَانِيًا : لِمَكَانِهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ، وَاتِّصَالِ نَسَبِهِمْ بِهِ .

ش أهل بيته صلى الله عليه وسلم هم من تحرم عليهم الصدقة ، وهم : آل علي ، وآل جعفر ، وآل عقيل ، وآل العباس ، وكلهم من بني هاشم ، ويلحق بهم بنو المطلب ؛ لقوله عليه السلام : إنهم لم يفارقونا جاهلية ولا إسلاما .

فأهل السنة والجماعة يرعون لهم حرمتهم وقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ كما يحبونهم لإسلامهم ، وسبقهم ، وحسن بلائهم في نصرة دين الله عز وجل .

[ ص: 281 ] و ( غدير خم ) بضم الخاء قيل : اسم رجل صباغ أضيف إليه الغدير الذي بين مكة والمدينة بالجحفة .

وقيل : خم اسم غيضة هناك نسب إليها الغدير ، والغيضة : الشجر الملتف .

وأما قوله عليه السلام لعمه : والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي ؛ فمعناه : لا يتم إيمان أحد حتى يحب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أولا : لأنهم من أوليائه وأهل طاعته الذين تجب محبتهم وموالاتهم فيه ، وثانيا : لمكانهم من رسول الله ، واتصال نسبهم به .