[ ص: 480 ] ( فصل ) : وإن كان المعير للمسلمين من أمة الضلال وعباد الصليب والصور المدهونة في الحيطان والسقوف فيقال له : ألا يستحي من
nindex.php?page=treesubj&link=29434أصل دينه الذي يدين به ويعتقده : أن رب السماوات والأرض تبارك وتعالى نزل عن كرسي عظمته وعرشه ودخل في فرج امرأة تأكل وتشرب وتبول وتتغوط فالتحم ببطنها ، وأقام هناك تسعة أشهر يتلبط بين نجو وبول ودم طمث ، ثم خرج إلى القماط والسرير كلما بكى ألقمته أمه ثديها ، ثم انتقل إلى المكتب بين الصبيان ، ثم آل أمره إلى لطم
اليهود خديه ، وصفعهم قفاه ، وبصقهم في وجهه ، ووضعهم تاجا من الشوك على رأسه ، والقصبة في يده استخفافا به وانتهاكا لحرمته ، ثم قربوه من مركب خص بالبلاء ، فشدوه عليه وربطوه بالحبال ، وسمروا يديه ورجليه ، وهو يصيح ويبكي ويستغيث من حر الحديد وألم الصليب .
هذا وهو بزعمهم الذي خلق السماوات والأرض ، وقسم الأرزاق والآجال ، ولكن اقتضت حكمته ورحمته أن مكن أعداءه من نفسه لينالوا منه ما نالوا فيستحقوا بذلك العذاب والسجن في الجحيم ، ويفدي أنبياءه ورسله وأولياءه ، فيخرجهم من سجن إبليس ، فإن روح
آدم وإبراهيم ونوح وسائر النبيين عندهم كانت في سجن إبليس في النار حتى خلصها من سجنه بتمكين أعدائه من صلبه .
[ ص: 481 ] وأما قولهم في
مريم ، فإنهم يقولون : إنها أم
المسيح ابن الله في الحقيقة ، ووالدته في الحقيقة ، لا أم لابن الله إلا هي والدة ، ولا والدة له غيرها ، ولا أب إلا الله ، ولا والد له سواه ، وإن الله اختارها لنفسه ولولادة ولده وابنه من بين سائر النساء ، ولو كانت كسائر النساء لما ولدت إلا عن وطء الرجال لها ، ولكن اختصت عن النساء بأنها حبلت بابن الله ، وولدت ابنه الذي لا ابن له في الحقيقة غيره ، ولا والد له سواه ، وإنها على العرش جالسة عن يسار الرب تعالى والد ابنها ، وابنها عن يمينه .
والنصارى يدعونها ويسألونها سعة الرزق ، وصحة البدن ، وطول العمر ، ومغفرة الذنوب ، وأن يكون لهم عند ابنها ووالده - الذي يعتقد عامتهم أنه زوجها ، ولا ينكرون ذلك عليهم - سورا وسندا وذخرا وشفيعا وركنا ، ويقولون في دعائهم :
يا والدة الإله اشفعي لنا !
وهم يعظمونها ويرفعونها على الملائكة وعلى جميع النبيين والمرسلين ، ويسألونها ما يسأل الإله من العافية والرزق والمغفرة .
حتى أن
اليعقوبية يقولون في مناجاتهم لها : يا
مريم ، يا والدة الإله ، كوني لنا سورا وسندا وذخرا وركنا .
والنسطورية تقول : يا والدة
المسيح كوني لنا كذلك .
ويقولون
لليعقوبية : لا تقولوا : يا والدة الإله ، وقولوا يا والدة
المسيح ، فقالت لهم
اليعقوبية :
المسيح عندنا وعندكم إله في الحقيقة ، فأي فرق بيننا وبينكم في ذلك ؟ ولكنكم أردتم مصالحة المسلمين ، ومقارنتهم في التوحيد .
[ ص: 482 ] هذا والأوقاح الأرجاس من هذه الأمة الضالة تعتقد أن الله سبحانه وتعالى اختار
مريم لنفسه ، وتخطاها كما يتخطى الرجل المرأة .
قال
النظام بعد أن حكى ذلك عنهم : وهم يفصحون بهذا عند من يثقون به ، وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=12592ابن الإخشيد هذا عنهم في المعونة .
وقال : إليه يشيرون ، ألا ترون أنهم يقولون : من لم يكن والدا يكون عقيما والعقم آفة وعيب .
وهذا قول جميعهم ، وإلى المباضعة يشيرون ، ومن خالط القوم وطاولهم وباطنهم عرف ذلك منهم .
فهذا كفرهم وشركهم برب العالمين ومسبتهم له ، ولهذا قال فيهم أحد الخلفاء الراشدين : أهينوهم ولا تظلموهم ، فلقد سبوا الله مسبة ما سبه أحد من البشر .
وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ربه في الحديث الصحيح أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1017939شتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وكذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، أما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا ، وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد ، وأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته .
[ ص: 483 ] فلو أتى الموحدون بكل ذنب وفعلوا كل قبيح وارتكبوا كل معصية ، ما بلغت مثقال ذرة في جنب هذا الكفر العظيم برب العالمين ، ومسبته هذا السب ، وقول العظائم فيه ، فما ظن هذه الطائفة برب العالمين أن يفعل بهم إذا لقوه
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=106يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ويسأل
المسيح على رءوس الأشهاد وهم يسمعون
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله فيقول
المسيح مكذبا لهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد .
( فصل ) : فهذا أصل دينهم وأساسه الذي قام عليه .
[ ص: 480 ] ( فَصْلٌ ) : وَإِنْ كَانَ الْمُعَيِّرُ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ أُمَّةِ الضَّلَالِ وَعُبَّادِ الصَّلِيبِ وَالصُّوَرِ الْمَدْهُونَةِ فِي الْحِيطَانِ وَالسُّقُوفِ فَيُقَالُ لَهُ : أَلَا يَسْتَحِي مَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=29434أَصْلُ دِينِهِ الَّذِي يَدِينُ بِهِ وَيَعْتَقِدُهُ : أَنَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَزَلَ عَنْ كُرْسِيِّ عَظْمَتِهِ وَعَرْشِهِ وَدَخَلَ فِي فَرْجِ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ وَتَبُولُ وَتَتَغَوَّطُ فَالْتَحَمَ بِبَطْنِهَا ، وَأَقَامَ هُنَاكَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ يَتَلَبَّطُ بَيْنَ نَجْوٍ وَبَوْلٍ وَدَمِ طَمْثٍ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْقِمَاطِ وَالسَّرِيرِ كُلَّمَا بَكَى أَلْقَمَتْهُ أُمُّهُ ثَدْيَهَا ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الْمَكْتَبِ بَيْنَ الصِّبْيَانِ ، ثُمَّ آلَ أَمْرُهُ إِلَى لَطْمِ
الْيَهُودِ خَدَّيْهِ ، وَصَفْعِهِمْ قَفَاهُ ، وَبَصْقِهِمْ فِي وَجْهِهِ ، وَوَضْعِهِمْ تَاجًا مِنَ الشَّوْكِ عَلَى رَأْسِهِ ، وَالْقَصَبَةِ فِي يَدِهِ اسْتِخْفَافًا بِهِ وَانْتِهَاكًا لِحُرْمَتِهِ ، ثُمَّ قَرَّبُوهُ مِنْ مَرْكَبٍ خُصَّ بِالْبَلَاءِ ، فَشَدُّوهُ عَلَيْهِ وَرَبَطُوهُ بِالْحِبَالِ ، وَسَمَّرُوا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ ، وَهُوَ يَصِيحُ وَيَبْكِي وَيَسْتَغِيثُ مِنْ حَرِّ الْحَدِيدِ وَأَلَمِ الصَّلِيبِ .
هَذَا وَهُوَ بِزَعْمِهِمُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، وَقَسَّمَ الْأَرْزَاقَ وَالْآجَالَ ، وَلَكِنِ اقْتَضَتْ حِكْمَتُهُ وَرَحِمْتُهُ أَنْ مَكَّنَ أَعْدَاءَهُ مِنْ نَفْسِهِ لِيَنَالُوا مِنْهُ مَا نَالُوا فَيَسْتَحِقُّوا بِذَلِكَ الْعَذَابَ وَالسِّجْنَ فِي الْجَحِيمِ ، وَيَفْدِي أَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ وَأَوْلِيَاءَهُ ، فَيُخْرِجُهُمْ مِنْ سِجْنِ إِبْلِيسَ ، فَإِنَّ رُوحَ
آدَمَ وَإِبْرَاهِيمَ وَنُوحٍ وَسَائِرِ النَّبِيِّينَ عِنْدَهُمْ كَانَتْ فِي سِجْنِ إِبْلِيسَ فِي النَّارِ حَتَّى خَلَّصَهَا مِنْ سِجْنِهِ بِتَمْكِينِ أَعْدَائِهِ مِنْ صَلْبِهِ .
[ ص: 481 ] وَأَمَّا قَوْلُهُمْ فِي
مَرْيَمَ ، فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ : إِنَّهَا أُمٌّ
الْمَسِيحِ ابْنِ اللَّهِ فِي الْحَقِيقَةِ ، وَوَالِدَتُهُ فِي الْحَقِيقَةِ ، لَا أُمَّ لِابْنِ اللَّهِ إِلَّا هِيَ وَالِدَةٌ ، وَلَا وَالِدَةَ لَهُ غَيْرُهَا ، وَلَا أَبَ إِلَّا اللَّهُ ، وَلَا وَالِدَ لَهُ سِوَاهُ ، وَإِنَّ اللَّهَ اخْتَارَهَا لِنَفْسِهِ وَلِوِلَادَةِ وَلَدِهِ وَابْنِهِ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ النِّسَاءِ ، وَلَوْ كَانَتْ كَسَائِرِ النِّسَاءِ لَمَا وَلَدَتْ إِلَّا عَنْ وَطْءِ الرِّجَالِ لَهَا ، وَلَكِنِ اخْتُصَّتْ عَنِ النِّسَاءِ بِأَنَّهَا حَبِلَتْ بِابْنِ اللَّهِ ، وَوَلَدَتِ ابْنَهُ الَّذِي لَا ابْنَ لَهُ فِي الْحَقِيقَةِ غَيْرُهُ ، وَلَا وَالِدَ لَهُ سِوَاهُ ، وَإِنَّهَا عَلَى الْعَرْشِ جَالِسَةٌ عَنْ يَسَارِ الرَّبِّ تَعَالَى وَالِدِ ابْنِهَا ، وَابْنُهَا عَنْ يَمِينِهِ .
وَالنَّصَارَى يَدْعُونَهَا وَيَسْأَلُونَهَا سَعَةَ الرِّزْقِ ، وَصِحَّةَ الْبَدَنِ ، وَطُولَ الْعُمُرِ ، وَمَغْفِرَةَ الذُّنُوبِ ، وَأَنْ يَكُونَ لَهُمْ عِنْدَ ابْنِهَا وَوَالِدِهِ - الَّذِي يَعْتَقِدُ عَامَّتُهُمْ أَنَّهُ زَوْجُهَا ، وَلَا يُنْكِرُونَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ - سُورًا وَسَنَدًا وَذُخْرًا وَشَفِيعًا وَرُكْنًا ، وَيَقُولُونَ فِي دُعَائِهِمْ :
يَا وَالِدَةَ الْإِلَهِ اشْفَعِي لَنَا !
وَهُمْ يُعَظِّمُونَهَا وَيَرْفَعُونَهَا عَلَى الْمَلَائِكَةِ وَعَلَى جَمِيعِ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ ، وَيَسْأَلُونَهَا مَا يُسْأَلُ الْإِلَهَ مِنَ الْعَافِيَةِ وَالرِّزْقِ وَالْمَغْفِرَةِ .
حَتَّى أَنَّ
الْيَعْقُوبِيَّةَ يَقُولُونَ فِي مُنَاجَاتِهِمْ لَهَا : يَا
مَرْيَمُ ، يَا وَالِدَةَ الْإِلَهِ ، كُونِي لَنَا سُورًا وَسَنَدًا وَذُخْرًا وَرُكْنًا .
وَالنَّسْطُورِيَّةُ تَقُولُ : يَا وَالِدَةَ
الْمَسِيحِ كَوْنِي لَنَا كَذَلِكَ .
وَيَقُولُونَ
لِلْيَعْقُوبِيَّةِ : لَا تَقُولُوا : يَا وَالِدَةَ الْإِلَهِ ، وَقُولُوا يَا وَالِدَةَ
الْمَسِيحِ ، فَقَالَتْ لَهُمُ
الْيَعْقُوبِيَّةُ :
الْمَسِيحُ عِنْدَنَا وَعِنْدَكُمْ إِلَهٌ فِي الْحَقِيقَةِ ، فَأَيُّ فَرْقٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ فِي ذَلِكَ ؟ وَلَكِنَّكُمْ أَرَدْتُمْ مُصَالَحَةَ الْمُسْلِمِينَ ، وَمُقَارَنَتَهُمْ فِي التَّوْحِيدِ .
[ ص: 482 ] هَذَا وَالْأَوْقَاحُ الَأَرْجَاسُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الضَّالَّةِ تَعْتَقِدُ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اخْتَارَ
مَرْيَمَ لِنَفْسِهِ ، وَتَخَطَّاهَا كَمَا يَتَخَطَّى الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ .
قَالَ
النَّظَّامُ بَعْدَ أَنْ حَكَى ذَلِكَ عَنْهُمْ : وَهُمْ يُفْصِحُونَ بِهَذَا عِنْدَ مَنْ يَثِقُونَ بِهِ ، وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12592ابْنُ الْإِخْشِيدِ هَذَا عَنْهُمْ فِي الْمَعُونَةِ .
وَقَالَ : إِلَيْهِ يُشِيرُونَ ، أَلَا تَرَوْنَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ : مَنْ لَمْ يَكُنْ وَالِدًا يَكُونُ عَقِيمًا وَالْعُقْمُ آفَةٌ وَعَيْبٌ .
وَهَذَا قَوْلُ جَمِيعِهِمْ ، وَإِلَى الْمُبَاضَعَةِ يُشِيرُونَ ، وَمَنْ خَالَطَ الْقَوْمَ وَطَاوَلَهُمْ وَبَاطَنَهُمْ عَرَفَ ذَلِكَ مِنْهُمْ .
فَهَذَا كُفْرُهُمْ وَشِرْكُهُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَمَسَبَّتُهُمْ لَهُ ، وَلِهَذَا قَالَ فِيهِمْ أَحَدُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ : أَهِينُوهُمْ وَلَا تَظْلِمُوهُمْ ، فَلَقَدْ سَبُّوا اللَّهَ مَسَبَّةً مَا سَبَّهُ أَحَدٌ مِنَ الْبَشَرِ .
وَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ رَبِّهِ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1017939شَتَمَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ ، وَكَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ ، أَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ : اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ، وَأَنَا الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُوَلَدْ وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ ، وَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ : لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي ، وَلَيْسَ أَوَّلُ الْخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ .
[ ص: 483 ] فَلَوْ أَتَى الْمُوَحِّدُونَ بِكُلِّ ذَنْبٍ وَفَعَلُوا كُلَّ قَبِيحٍ وَارْتَكَبُوا كُلَّ مَعْصِيَةٍ ، مَا بَلَغَتْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي جَنْبِ هَذَا الْكُفْرِ الْعَظِيمِ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَمَسَبَّتِهِ هَذَا السَّبَّ ، وَقَوْلِ الْعَظَائِمِ فِيهِ ، فَمَا ظَنُّ هَذِهِ الطَّائِفَةِ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ أَنْ يَفْعَلَ بِهِمْ إِذَا لَقَوْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=106يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ وَيُسْأَلُ
الْمَسِيحُ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ وَهُمْ يَسْمَعُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولَ
الْمَسِيحُ مُكَذِّبًا لَهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ .
( فَصْلٌ ) : فَهَذَا أَصْلُ دِينِهِمْ وَأَسَاسُهُ الَّذِي قَامَ عَلَيْهِ .