قالت : فخرج عدو له عليه وحاربه ، قالت : فوالله ما علمنا حزنا قط كان أشد من حزن حزناه عند ذلك ، تخوفا أن يظهر على النجاشي ، فيأتي رجل لا يعرف من [ ص: 262 ] حقنا ما كان النجاشي يعرف منه . قالت : فسار النجاشي وبينهما عرض النيل ، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رجل يخرج حتى يحضر وقعة القوم حتى يأتينا بالخبر ؟ قالت : فقال الزبير : أنا ، وكان من أحدث القوم سنا ، قالت فنفخوا له قربة فجعلها في صدره ، ثم سبح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها ملتقى القوم ، ثم انطلق حتى حضرهم ، قالت : ودعونا الله للنجاشي بالظهور على عدوه ، والتمكين له في بلاده ، فاستوثق له أمر الحبشة ، فكنا عنده في خير منزل حتى قدمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .


