[ ص: 529 ] فصل : ونحن نبين لهم أنهم لا يمكنهم أن يثبتوا  للمسيح   فضيلة ولا نبوة ولا آية ولا معجزة إلا بإقرارهم أن  محمدا   صلى الله عليه وسلم رسول الله ، وإلا فمع تكذيبه إياه لا يمكن أن يثبت  للمسيح   شيء من ذلك ألبتة . فنقول :  إذا كفرتم معاشر المثلثة عباد الصليب بالقرآن  ومحمد   صلى الله عليه وسلم ، فمن أين لكم أن تثبتوا  لعيسى   فضيلة أو معجزة   ؟ ومن نقل إليكم عنه آية أو معجزة ؟ فإنكم إنما تبعتم من بعده ما ينيف على مائتين وعشرات من السنين ، أخبرتم عن منام رؤي وأسرعتم إلى تصديقه ، وكان الأولى لمن كفر بالقرآن أن ينكر وجود  عيسى   في العالم لأنه لا يقبل قول اليهود فيه ، ولا سيما وهم أعظم أعدائه الذين رموه وأمه بالعظائم ، فأخبار  المسيح   والصليب إنما شيوخكم فيها اليهود لعنهم الله ، وهم فيما بينهم مختلفون في أمره أعظم اختلاف ، وأنتم مختلفون معهم في أمره . فإن اليهود لعنهم الله تزعم أنهم حين أخذوه وحبسوه في السجن أربعين يوما ، وقالوا : ما كان لكم أن تحبسوه أكثر من ثلاثة أيام ، ثم تقتلوه ، إلا أنه كان يعضده أحد قواد  الروم   ، لأنه كان يداخله في صناعة الطب عندهم .  
وفي الإنجيل الذي في أيديكم أنه أخذ صبح يوم الجمعة وصلب في الساعة التاسعة من اليوم بعينه فمتى تتوافقون مع اليهود في خبره .  
				
						
						
