فصل  
قال صاحب " المنازل " :  
الزهد هو إسقاط الرغبة عن الشيء بالكلية .  
يريد بالشيء المزهود فيه ما سوى الله . والإسقاط عنه إزالته عن القلب وإسقاط تعلق الرغبة به .  
وقوله : بالكلية ؛ أي بحيث لا يلتفت إليه ، ولا يتشوق إليه .  
قال : وهو  للعامة قربة . وللمريد ضرورة . وللخاصة خشية      .  
يعني أن العامة تتقرب به إلى الله . والقربة ما يتقرب به المتقرب إلى محبوبه . وهو ضرورة للمريد ؛ لأنه لا يحصل له التخلي بما هو بصدده ، إلا بإسقاط الرغبة فيما سوى مطلوبه . فهو مضطر إلى الزهد ، كضرورته إلى الطعام والشراب . إذ التعلق      [ ص: 18 ] بسوى مطلوبه لا يعدم منه حجابا ، أو وقفة ، أو نكسة ، على حسب بعد ذلك الشيء من مطلوبه ، وقوة تعلقه به وضعفه .  
وإنما كان خشية للخاصة لأنهم يخافون على ما حصل لهم من القرب والأنس بالله ، وقرة عيونهم به أن يتكدر عليهم صفوه بالتفاتهم إلى ما سوى الله . فزهدهم خشية وخوف .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					