فصل  
قال صاحب " المنازل " :  
الدرجة الثانية :  الخجل من العمل مع بذل المجهود   ، وتوفير الجهد بالاحتماء من الشهود ، ورؤية العمل في نور التوفيق من عين الجود .  
هذه ثلاثة أمور " خجله " من عمله ، وهو شدة حيائه من الله ؛ إذ لم ير ذلك العمل صالحا له ، مع بذل مجهوده فيه . قال تعالى : (  والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون      ) .  
قال النبي صلى الله عليه وسلم :  هو الرجل يصوم ، ويصلي ، ويتصدق ، ويخاف أن لا يقبل منه     .  
وقال بعضهم : إني لأصلي ركعتين فأقوم عنهما بمنزلة السارق أو الزاني ، الذي يراه الناس ، حياء من الله عز وجل .  
 [ ص: 96 ] فالمؤمن : جمع إحسانا في مخافة وسوء ظن بنفسه . والمغرور : حسن الظن بنفسه مع إساءته .  
الثاني : توفير الجهد باحتمائه من الشهود ، أي يأتي بجهد الطاقة في تصحيح العمل ، محتميا عن شهوده منك وبك .  
الثالث : أن تحتمي بنور التوفيق الذي ينور الله به بصيرة العبد . فترى في ضوء ذلك النور أن عملك من عين جوده لا بك ، ولا منك .  
فقد اشتملت هذه الدرجة على خمسة أشياء : عمل ، واجتهاد فيه ، وخجل ، وحياء من الله عز وجل ، وصيانة عن شهوده منك ، ورؤيته من عين جود الله سبحانه ومنه .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					