ولو صار أحد عبديه مدبرا ويؤمر بالبيان ; لأن قوله : اثنان منكم ، يصرف أحدهما إلى المدبر ويكون إخبارا عن تدبيره ، إذ الصيغة للخبر في الوضع وهو صادق في هذا الإخبار ، والآخر يصرف إلى أحد العبدين فيكون إنشاء للتدبير في أحدهما إذ لا يمكن حمله على الخبر ; لأنه يكون كذبا فيحمل على الإنشاء كأنه قال للمدبر : هذا مدبر ، وأحد العبدين مدبر ; فيؤمر بالبيان كما لو قال ذلك ابتداء لعبديه : أحدكما مدبر ، فإن مات المولى قبل البيان انقسم تدبير رقبة بين العبدين نصفين ، فيعتق المدبر المعروف من الثلث ويعتق نصف كل واحد من العبدين من [ ص: 107 ] الثلث ; لأن التدبير وصية والوصية تعتبر من الثلث سواء كان في المرض أو في الصحة . جمع بين عبديه ومدبره فقال : اثنان منكم مدبران
وهذا كما ، أنه يصرف أحدهما إلى الإخبار عن حرية أحدهم والآخر إلى إنشاء الحرية في أحد العبدين لا غير ، كأنه قال للحران : هذا حر ، وأحد العبدين حر ، فيؤمر بالبيان ، فإن مات قبل البيان عتق من كل واحد منهما نصفه لشيوع العتق فيهما ، كذا هذا . لو جمع بين عبدين وحر فقال : اثنان منكم حران