الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                وما لا يؤكل لحمه كالصقر والبازي والحدأة وأشباه ذلك ، خرؤها طاهر عند أبي حنيفة وأبي يوسف ، وعند محمد نجس نجاسة غليظة وجه قوله أنه وجد معنى النجاسة فيه ; لإحالة الطبع إياه إلى خبث ونتن رائحة ، فأشبه غير المأكول من البهائم ، ولا ضرورة إلى إسقاط اعتبار نجاسته لعدم المخالطة ; لأنها تسكن المروج والمفاوز بخلاف الحمام ونحوه ، ( ولهما ) أن الضرورة متحققة لأنها تذرق في الهواء فيتعذر صيانة الثياب والأواني عنها ، وكذا المخالطة ثابتة بخلاف الدجاج والبط ; لأنهما لا يذرقان في الهواء فكانت الصيانة ممكنة ، وخرء الفأرة نجس ; لاستحالته إلى خبث ونتن رائحة ، واختلفوا في الثوب الذي أصابه بولها حكي عن بعض مشايخ بلخ أنه قال : لو ابتليت به لغسلته فقيل له : من لم يغسله وصلى فيه ؟ فقال : لا آمره بالإعادة .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية