الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي

ابن القيم - أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية

فصل

هوان العاصي على ربه



[ ص: 58 ]

ومنها : أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه .

قال الحسن البصري : هانوا عليه فعصوه ، ولو عزوا عليه لعصمهم ، وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد ، كما قال الله تعالى : ومن يهن الله فما له من مكرم [ سورة الحج : 18 ] وإن عظمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم أو خوفا من شرهم ، فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه .

هوان المعاصي على المصرين

ومنها : أن العبد لا يزال يرتكب الذنب حتى يهون عليه ويصغر في قلبه ، وذلك علامة الهلاك ، فإن الذنب كلما صغر في عين العبد عظم عند الله .

وقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن مسعود قال : إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع ، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه ، فقال به هكذا فطار .

التالي السابق


الخدمات العلمية