خشب : الخشبة : ما غلظ من العيدان ، والجمع خشب ، مثل شجرة وشجر ، وخشب وخشب وخشبان . وفي حديث سلمان : كان لا يكاد يفقه كلامه من شدة عجمته ، وكان يسمي الخشب الخشبان . قال ابن الأثير : وقد أنكر هذا الحديث ؛ لأن سلمان كان يضارع كلامه كلام الفصحاء ، وإنما الخشبان جمع خشب كحمل وحملان ; قال :
كأنهم ، بجنوب القاع ، خشبان
قال : ولا مزيد على ما تتساعد في ثبوته الرواية والقياس . وبيت مخشب : ذو خشب . والخشابة : باعتها . وقوله - عز وجل - في صفة المنافقين : كأنهم خشب مسندة ; وقرئ خشب ، بإسكان الشين مثل بدنة وبدن . ومن قال خشب ، فهو بمنزلة ثمرة وثمر ; أراد - والله أعلم - أن المنافقين في ترك التفهم والاستبصار ، ووعي ما يسمعون من الوحي ، بمنزلة الخشب وفي الحديث في ذكر المنافقين : ; أراد : أنهم ينامون الليل ، كأنهم خشب مطرحة ، لا يصلون فيه ; وتضم الشين وتسكن تخفيفا . والعرب تقول للقتيل : كأنه خشبة وكأنه جذع . وتخشبت الإبل : أكلت الخشب ; قال الراجز ووصف إبلا : خشب بالليل ، صخب بالنهار
حرقها ، من النجيل ، أشبهه أفنانه ، وجعلت تخشبه
ويقال : الإبل تتخشب عيدان الشجر إذا تناولت أغصانه . وفي حديث - رضي الله عنهما : كان يصلي خلف الخشبية ; قال ابن عمر ابن الأثير : هم أصحاب ; ويقال لضرب من المختار بن أبي عبيد الشيعة : الخشبية ; قيل : لأنهم حفظوا خشبة - رضي الله عنه - حين صلب ، والوجه الأول ؛ لأن صلب زيد بن علي زيد كان بعد بكثير . والخشيبة : الطبيعة . وخشب السيف يخشبه خشبا فهو مخشوب وخشيب : طبعه ، وقيل : صقله . والخشيب من السيوف : الصقيل ; وقيل : هو الخشن الذي قد برد ولم يصقل ، ولا أحكم عمله ، ضد ; [ ص: 69 ] وقيل : هو الحديث الصنعة ; وقيل : هو الذي بدئ طبعه . قال ابن عمر : سيف خشيب ، وهو عند الناس الصقيل ، وإنما أصله برد قبل أن يلين ; وقول الأصمعي صخر الغي :
ومرهف ، أخلصت خشيبته أبيض مهو ، في متنه ، ربد
أي : طبيعته . والمهو : الرقيق الشفرتين . قال : فهو عندي مقلوب من موه ؛ لأنه من الماء الذي لامه هاء ، بدليل قولهم في جمعه : أمواه . والمعنى فيه : أنه أرق ، حتى صار كالماء في رقته . قال : وكان ابن جني أبو علي الفارسي يرى أن أمهاه ، من قول امرئ القيس :
راشه من ريش ناهضة ثم أمهاه على حجره
قال : أصله أموهه ، ثم قدم اللام وأخر العين أي : أرقه كرقة الماء قال : ومنه موه فلان علي الحديث أي : حسنه ، حتى كأنه جعل عليه طلاوة وماء . والربد : شبه مدب النمل ، والغبار . وقيل : الخشب الذي في السيف أن يضع عليه سنانا عريضا أملس ، فيدلكه به ؛ فإن كان فيه شقوق ، أو شعث ، أو حدب ذهب به واملس . قال الأحمر : قال لي أعرابي : قلت لصيقل : هل فرغت من سيفي ؟ قال : نعم ، إلا أني لم أخشبه . والخشابة : مطرق دقيق إذا صقل الصيقل السيف وفرغ منه ، أجراها عليه ؛ فلا يغبره الجفن ; هذه عن الهجري . والخشب : الشحذ . وسيف خشيب مخشوب أي : شحيذ . واختشب السيف : اتخذه خشبا ; أنشد : ابن الأعرابي
ولا فتك إلا سعي عمرو ورهطه بما اختشبوا ، من معضد وددان
ويقال : سيف مشقوق الخشيبة ; يقول : عرض حين طبع ; قال : ابن مرداس
جمعت إليه نثرتي ، ونجيبتي ورمحي ، ومشقوق الخشيبة ، صارما
والخشبة : البردة الأولى ، قبل الصقال ; وأنشد :
وفترة من أثل ما تخشبا
أي : مما أخذه خشبا لا يتنوق فيه ، يأخذه من ههنا وههنا . وقال أبو حنيفة : خشب القوس يخشبها خشبا : عملها عملها الأول ، وهي خشيب من قسي خشب وخشائب . وقدح مخشوب وخشيب : منحوت ; قال أوس في صفة خيل :
فجلجلها طورين ، ثم أفاضها كما أرسلت مخشوبة لم تقرم
ويروى : تقوم أي : تعلم . والخشيب : السهم حين يبرى البري الأول . وخشبت النبل خشبا إذا بريتها البري الأول ولم تفرغ منها . ويقول الرجل للنبال : أفرغت من سهمي ؟ فيقول : قد خشبته أي : قد بريته البري الأول ، ولم أسوه ؛ فإذا فرغ قال : قد خلقته أي : لينته من الصفاة الخلقاء ، وهي الملساء . وخشب الشعر يخشبه خشبا أي : يمره كما يجيئه ، ولم يتأنق فيه ، ولا تعمل له ; وهو يخشب الكلام والعمل إذا لم يحكمه ولم يجوده . والخشيب : الرديء والمنتقى . والخشيب : اليابس ، عن كراع . قال : وأراه قال الخشيب والخشيبي . وجبهة خشباء : كريهة يابسة . والجبهة الخشباء : الكريهة ، وهي الخشبة أيضا ، ورجل أخشب الجبهة ; وأنشد : ابن سيده
إما تريني كالوبيل الأعصل أخشب مهزولا ، وإن لم أهزل
وأكمة خشباء وأرض خشباء ، وهي التي كأن حجارتها منثورة متدانية ; قال رؤبة :
بكل خشباء وكل سفح
وقول أبي النجم :
إذا علون الأخشب المنطوحا
يريد : كأنه نطح . والخشيب : الغليظ الخشن من كل شيء . والخشيب من الرجال : الطويل الجافي ، العاري العظام ، مع شدة وصلابة وغلظ ; وكذلك هو من الجمال . وقد اخشوشب أي : صار خشبا ، وهو الخشن . ورجل خشيب : عاري العظم ، بادي العصب . والخشيب من الإبل : الجافي ، السمج ، المتجافي ، الشاسئ الخلق ; وجمل خشيب أي : غليظ . وفي حديث وفد مذحج على حراجيج : كأنها أخاشب ، جمع الأخشب ; والحراجيج : جمع حرجوج ، وهي الناقة الطويلة ، وقيل : الضامرة ; وقيل : الحادة القلب . وظليم خشيب أي : خشن . وكل شيء غليظ خشن ، فهو أخشب وخشب . وتخشبت الإبل إذا أكلت اليبيس من المرعى . وعيش خشب : غير متأنق فيه ، وهو من ذلك . واخشوشب في عيشه : شظف . وقالوا : تمعددوا ، واخشوشبوا أي اصبروا على جهد العيش ; وقيل : تكلفوا ذلك ، ليكون أجلد لكم . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : اخشوشبوا ، وتمعددوا . قال : هو الغلظ ، وابتذال النفس في العمل ، والاحتفاء في المشي ، ليغلظ الجسد ; ويروى : واخشوشنوا ، من العيشة الخشناء . ويقال : اخشوشب الرجل إذا صار صلبا ، خشنا في دينه وملبسه ومطعمه وجميع أحواله . ويروى بالجيم والخاء المعجمة ، والنون ; يقول : عيشوا عيش معد ، يعني عيش العرب الأول ، ولا تعودوا أنفسكم الترفه ، أو عيشة العجم ؛ فإن ذلك يقعد بكم عن المغازي . وجبل أخشب : خشن عظيم ; قال الشاعر يصف البعير ، ويشبهه فوق النوق بالجبل :
تحسب فوق الشول ، منه ، أخشبا
والأخشب من الجبال : الخشن الغليظ ; ويقال : هو الذي لا يرتقى فيه . والأخشب من القف : ما غلظ ، وخشن ، وتحجر ; والجمع أخاشب ؛ لأنه غلب عليه الأسماء ; وقد قيل في مؤنثه : الخشباء ; قال : كثير عزة
ينوء فيعدو ، من قريب ، إذا عدا ويكمن ، في خشباء ، وعث مقيلها
فإما أن يكون اسما ، كالصلفاء ، وإما أن يكون صفة ، على ما يطرد في باب أفعل ، والأول أجود ، لقولهم في جمعه : الأخاشب . وقيل [ ص: 70 ] الخشباء ، في قول كثير ، الغيضة ، والأول أعرف . والخشبان : الجبال الخشن ، التي ليست بضخام ، ولا صغار . : وقعنا في خشباء شديدة ، وهي أرض فيها حجارة وحصى وطين . ويقال : وقعنا في غضراء ، وهي الطين الخالص الذي يقال له الحر ، لخلوصه من الرمل وغيره . والحصباء : الحصى الذي يحصب به . والأخشبان : جبلا ابن الأنباري مكة . وفي الحديث في ذكر مكة : ( لا تزول مكة ، حتى يزول أخشباها ) . أخشبا مكة : جبلاها . وفي الحديث : جبريل - عليه السلام - قال : يا محمد إن شئت جمعت عليهم الأخشبين ، فقال : دعني أنذر قومي صلى الله عليه وسلم - وجزاه خيرا عن رفقه بأمته ، ونصحه لهم ، وإشفاقه عليهم . غيره : الأخشبان : الجبلان المطيفان أن بمكة ، وهما : أبو قبيس والأحمر ، وهو جبل مشرف وجهه على قعيقعان . والأخشب : كل جبل خشن غليظ . والأخاشب : جبال الصمان . وأخاشب الصمان . جبال اجتمعن بالصمان ، في محلة بني تميم ، ليس قربها أكمة ، ولا جبل ; وصلب الصمان : مكان خشب أخشب غليظ ; وكل خشن أخشب وخشب . والخشب : الخلط والانتقاء ، وهو ضد . خشبه يخشبه خشبا ؛ فهو خشيب ومخشوب . أبو عبيد : المخشوب : المخلوط في نسبه ; قال الأعشى يصف فرسا :
قافل جرشع ، تراه كتيس الر بل ، لا مقرف ولا مخشوب
قال : أورد ابن بري الجوهري عجز هذا البيت ، لا مقرف ولا مخشوب ، قال : وصوابه لا مقرف ولا مخشوب ، بالخفض ، وبعده :
تلك خيلي منه ، وتلك ركابي هن صفر أولادها ، كالزبيب
قال ابن خالويه : المخشوب الذي لم يرض ، ولم يحسن تعليمه ، مشبه بالجفنة المخشوبة ، وهي التي لم تحكم صنعتها . قال : ولم يصف الفرس أحد بالمخشوب ، إلا الأعشى . ومعنى قافل : ضامر . وجرشع : منتفخ الجنبين . والربل : ما تربل من النبات في القيظ ، وخرج من تحت اليبيس منه نبات أخضر . والمقرف : الذي دانى الهجنة من قبل أبيه . وخشبت الشيء بالشيء : خلطته به . وطعام مخشوب إذا كان حبا ؛ فهو مفلق قفار ، وإن كان لحما فنيئ لم ينضج . ورجل قشب خشب : لا خير عنده ، وخشب إتباع له . الليث : الخشبية : قوم من الجهمية يقولون : إن الله لا يتكلم ، ويقولون : القرآن مخلوق . والخشاب : بطون من تميم ; قال جرير :
أثعلبة الفوارس أم رياحا عدلت بهم طهية والخشابا ؟
ويروى : أو رباحا . وبنو رزام بن مالك بن حنضلة يقال لهم : الخشاب . واستشهد الجوهري ببيت جرير هذا على بني رزام . وخشبان : اسم . وخشبان : لقب . وذو خشب : موضع ; قال الطرماح :
أو كالفتى حاتم ، إذ قال : ما ملكت كفاي للناس نهبى ، يوم ذي خشب
وفي الحديث ذكر خشب ، بضمتين ، وهو واد على مسيرة ليلة من المدينة ، له ذكر كثير في الحديث والمغازي ، ويقال له : ذو خشب .