عرق : العرق : ما جرى من أصول الشعر من ماء الجلد ، اسم للجنس لا يجمع هو في الحيوان أصل ، وفيما سواه مستعار عرق عرقا ، ورجل عرق : كثير العرق ، فأما فعلة فبناء مطرد في كل فعل ثلاثي كهزأة ، وربما غلط بمثل هذا ولم يشعر بمكان اطراده ، فذكر كما يذكر ما يطرد ، فقد قال بعضهم : رجل عرق وعرقة كثير العرق فسوى بين عرق وعرقة وعرق غير مطرد وعرقة مطرد كما ذكرنا ، وأعرقت الفرس وعرقته : أجريته ليعرق ، وعرق الحائط عرقا : ندي ، وكذلك الأرض الثرية إذا نتح فيها الندى حتى يلتقي هو والثرى ، وعرق الزجاجة : ما نتح به من الشراب وغيره مما فيها ، ولبن عرق بكسر الراء : فاسد الطعم وهو الذي يحقن في السقاء ويعلق على البعير ليس بينه وبين جنب البعير وقاء فيعرق البعير ويفسد طعمه من عرقه فتتغير رائحته ، وقيل : هو الخبيث الحمض وقد عرق عرقا ، والعرق : الثواب ، وعرق الخلال : ما يرشح لك الرجل به ، أي : يعطيك للمودة ، قال الحارث بن زهير العبسي يصف سيفا :
سأجعله مكان النون مني وما أعطيته عرق الخلال
. أي : لم يعرق لي بهذا السيف عن مودة إنما أخذته منه غصبا ، وقيل : هو القليل من الثواب شبه بالعرق ، قال شمر : العرق النفع والثواب ، تقول العرب : اتخذت عنده يدا بيضاء وأخرى خضراء فما نلت منه عرقا ، أي : ثوابا ، وأنشد بيت الحارث بن زهير وقال : معناه لم أعطه للمخالة والمودة كما يعطي الخليل خليله ، ولكني أخذته قسرا ، والنون اسم سيف مالك بن زهير ، وكان حمل بن بدر أخذه من مالك يوم قتله ، وأخذه الحارث من حمل بن بدر يوم قتله ، وظاهر بيت الحارث يقضي بأنه أخذ من مالك سيفا غير النون بدلالة قوله : سأجعله مكان النون ، أي : سأجعل هذا السيف الذي استفدته مكان النون ، والصحيح في إنشاده :ويخبرهم مكان النون مني
. لأن قبله :سيخبر قومه حنش بن عمرو إذا لاقاهم وابنا بلال
تغدو وقد ضمنت ضراتها عرقا من ناصع اللون حلو الطعم مجهود
إن تمس في عرفط صلع جماجمه من الأسالق عاري الشوك مجرود
تصبح وقد ضمنت ضراتها عرقا
ليست بمشتمة تعد وعفوها عرق السقاء على القعود اللاغب
[ ص: 116 ]
كالكرم إذ نادى من الكافور
وإنما يقال : صاح الكرم : إذا نور ، فكره احتمال الطي ; لأن قوله صاح من ال " مفتعلن " فقال : نادى ، فأتم الجزء على موضوعه في بحره ; لأن نادى من ال " مستفعلن " ، وقيل : معناه جشمت إليك النصب والتعب والغرم والمؤونة حتى جشمت إليك عرق القربة ، أي عراقها الذي يخرز حولها ، ومن قال : " علق القربة " أراد السيور التي تعلق بها ، وقال : كلفت إليك عرق القربة وعلق القربة ، فأما عرقها فعرقك بها عن جهد حملها ، وذلك لأن أشد الأعمال عندهم السقي ، وأما علقها فما شدت به ثم علقت ، وقال ابن الأعرابي : عرق القربة ، وعلقها واحد ، وهو معلاق تحمل به القربة ، وأبدلوا الراء من اللام ، كما قالوا : لعمري ورعملي ، قال ابن الأعرابي الجوهري : لقيت من فلان عرق القربة ، العرق إنما هو للرجل لا للقربة ، وأصله أن القرب إنما تحملها الإماء الزوافر ومن لا معين له ، وربما افتقر الرجل الكريم ، واحتاج إلى حملها بنفسه ، فيعرق لما يلحقه من المشقة والحياء من الناس ، فيقال : تجشمت لك عرق القربة . وعرق التمر : دبسه ، وناقة دائمة العرق ، أي الدرة ، وقيل : دائمة اللبن ، وفي غنمه عرق ، أي نتاج كثير عن ، وعرق كل شيء : أصله ، والجمع أعراق وعروق ، ورجل معرق في الحسب والكرم ، ومنه قول ابن الأعرابي قتيلة بنت النضر بن الحارث :
أمحمد ولأنت ضنء نجيبة في قومها والفحل فحل معرق
أي : عريق النسب أصيل ، ويستعمل في اللؤم أيضا ، والعرب تقول : إن فلانا لمعرق له في الكرم ، وفي اللؤم أيضا . وفي حديث : إن امرأ ليس بينه وبين عمر بن عبد العزيز آدم أب حي لمعرق له في الموت ، أي إن له فيه عرقا ، وأنه أصيل في الموت . وقد عرق فيه أعمامه وأخواله وأعرقوا ، وأعرق فيه إعراق العبيد والإماء : إذا خالطه ذلك وتخلق بأخلاقهم . وعرق فيه اللئام وأعرقوا ، ويجوز في الشعر : إنه لمعروق له في الكرم ، على توهم حذف الزائد ، وتداركه أعراق خير وأعراق شر ، قال :
جرى طلقا حتى إذا قيل سابق تداركه أعراق سوء فبلدا
قال الجوهري : أعرق الرجل ، أي صار عريقا ، وهو الذي له عروق في الكرم ، يقال ذلك في الكرم واللؤم جميعا . ورجل عريق : كريم . وكذلك الفرس وغيره ، وقد أعرق ، يقال : أعرق الفرس : إذا صار عريقا كريما . والعريق من الخيل : الذي له عرق في الكرم . : العرق : أهل الشرف ، واحدهم عريق وعروق ، والعرق : أهل السلامة في الدين . وغلام عريق : نحيف الجسم خفيف الروح . وعروق كل شيء : أطناب تشعب منه ، واحدها عرق . وفي الحديث : ابن الأعرابي . العرق من الحيوان : الأجوف الذي يكون فيه الدم ، والعصب غير الأجوف . والعروق : عروق الشجر ، الواحد عرق . وأعرق الشجر وعرق وتعرق : امتدت عروقه في الأرض ، وفي المحكم : امتدت عروقه بغير تقييد . والعرقاة والعرقاة : الأصل الذي يذهب في الأرض سفلا وتشعب منه العروق . وقال بعضهم : أعرقة وعرقات ، فجمع بالتاء ، وعرقاة كل شيء وعرقاته : أصله وما يقوم عليه ، ويقال في الدعاء عليه : استأصل الله عرقاته ينصبون التاء ; لأنهم يجعلونها واحدة مؤنثة . إن ماء الرجل يجري من المرأة إذا واقعها في كل عرق وعصب
قال الأزهري : والعرب تقول : استأصل الله عرقاتهم وعرقاتهم ، أي شأفتهم فعرقاتهم بالكسر جمع عرق ، كأنه عرق وعرقات ، كعرس وعرسات ; لأن عرسا أنثى ، فيكون هذا من المذكر الذي جمع بالألف والتاء ، كسجل وسجلات ، وحمام وحمامات . ومن قال : عرقاتهم أجراه مجرى سعلاة ، وقد يكون ( عرقاتهم ) جمع عرق وعرقة ، كما قال بعضهم : رأيت بناتك ، شبهوها بهاء التأنيث التي في قناتهم وفتاتهم ; لأنها للتأنيث كما أن هذه له ، والذي سمع من العرب الفصحاء : عرقاتهم ، بالكسر .
قال الليث : العرقاة من الشجر أرومه الأوسط ، ومنه تتشعب العروق ، وهو على تقدير فعلاة ، قال الأزهري : ومن كسر التاء في موضع النصب وجعلها جمع عرقة فقد أخطأ .
قال : سأل ابن جني أبو عمرو أبا خيرة عن قولهم : استأصل الله عرقاتهم ، فنصب أبو خيرة التاء من عرقاتهم ، فقال له أبو عمرو : هيهات أبا خيرة ; لان جلدك ! وذلك أن أبا عمرو استضعف النصب بعدما كان سمعها منه بالجر ، قال : ثم رواها أبو عمرو فيما بعد بالجر والنصب ، فإما أن يكون سمع النصب من غير أبي خيرة ممن ترضى عربيته ، وإما أن يكون قوي في نفسه ما سمعه من أبي خيرة بالنصب ، ويجوز أيضا أن يكون أقام الضعف في نفسه ، فحكى النصب على اعتقاده ضعفه ، قال : وذلك لأن الأعرابي ينطق بالكلمة يعتقد أن غيرها أقوى في نفسه منها ألا ترى أن أبا العباس ، حكى عن عمارة أنه كان يقرأ ( ولا الليل سابق النهار ) ؟ فقال له : ما أردت ؟ فقال : أردت سابق النهار ، فقال له : فهلا قلته ؟ فقال : لو قلته لكان أوزن ، أي أقوى . والعرق : نبات أصفر يصبغ به ، والجمع عروق ، عن كراع .
قال الأزهري : والعروق عروق نبات تكون صفرا يصبغ بها ، ومنها عروق حمر يصبغ بها ، وفي حديث عطاء : أنه كره العروق للمحرم ، العروق : نبات أصفر طيب الريح والطعم ، يعمل في الطعام ، وقيل : هو جمع ، واحده عرق . وعروق الأرض : شحمتها ، وعروقها أيضا : مناتح ثراها . وفي حديث عكراش بن ذؤيب : ، الأرطى : شجر معروف ، واحدته أرطاة . أنه قدم على النبي بإبل من صدقات قومه كأنها عروق الأرطى
قال الأزهري : عروق الأرطى طوال حمر ، ذاهبة في ثرى الرمال الممطورة في الشتاء ، تراها إذا انتثرت واستخرجت من الثعرى حمرا ريانة مكتنزة ترف يقطر منها الماء ، فشبه الإبل في حمرة ألوانها ، وسمنها ، وحسنها ، واكتناز لحومها وشحومها ، بعروق الأرطى ، وعروق الأرطى يقطر منها الماء ; لانسرابها في ري الثرى الذي انسابت فيه ، والظباء وبقر الوحش تجيء إليها في حمراء القيظ ، فتستثيرها من مساربها ، وتترشف ماءها ، فتجزأ به عن ورد الماء .
قال يصف ثورا يحفر أصل أرطاة ليكنس فيه من الحر : ذو الرمة
توخاه بالأظلاف حتى كأنما [ ص: 117 ] يثير الكباب الجعد عن متن محمل
وقول امرئ القيس :
إلى عرق الثرى وشجت عروقي
قيل : يعني بعرق الثرى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام .
ويقال : فيه عرق من حموضة وملوحة ، أي شيء يسير ، والعرق : الأرض الملح التي لا تنبت . وقال أبو حنيفة : العرق سبخة تنبت الشجر . واستعرقت إبلكم : أتت ذلك المكان ، قال أبو زيد : استعرقت الإبل : إذا رعت قرب البحر . وكل ما اتصل بالبحر من مرعى فهو عراق . وإبل عراقية : منسوبة إلى العرق ، على غير قياس ، والعراق : بقايا الحمض . وإبل عراقية : ترعى بقايا الحمض . وفيه عرق من ماء ، أي قليل . والمعرق من الخمر : الذي يمزج قليلا مثل العرق ، كأنه جعل فيه عرق من الماء ، قال البرج بن مسهر :
وندمان يزيد الكأس طيبا سقيت إذا تغورت النجوم
رفعت برأسه وكشفت عنه بمعرقة ملامة من يلوم
: أعرقت الكأس وعرقتها ، إذا أقللت ماءها ، وأنشد ابن الأعرابي للقطامي :
ومصرعين من الكلال كأنما شربوا الغبوق من الطلاء المعرق
وعرقت في السقاء والدلو وأعرقت : جعلت فيهما ماء قليلا ، قال :
لا تملإ الدلو وعرق فيها ألا ترى حبار من يسقيها
حبار : اسم ناقته ، وقيل : الحبار هنا الأثر ، وقيل : الحبار هيئة الرجل في الحسن والقبح ; عن اللحياني . والعراقة : النطفة من الماء ، والجمع عراق ، وهي العرقاة .
وعمل رجل عملا ، فقال له بعض أصحابه : عرقت فبرقت ، فمعنى برقت : لوحت بشيء لا مصداق له ، ومعنى عرقت : قللت وهو مما تقدم ، وقيل : عرقت الكأس : مزجتها ، فلم يعين بقلة ماء ولا كثرة . وقال اللحياني : أعرقت الكأس ملأتها . قال : وقال أبو صفوان : الإعراق والتعريق دون الملء ، وبه فسر قوله :
لا تملإ الدلو وعرق فيها
وفي النوادر : تركت الحق معرقا وصادحا وسانحا ، أي لائحا بينا .
وإنه لخبيث العرق ، أي الجسد ، وكذلك السقاء . وفي حديث إحياء الموات : . العرق الظالم : هو أن يجيء الرجل إلى أرض قد أحياها رجل قبله ، فيغرس فيها غرسا غصبا ، أو يزرع ، أو يحدث فيها شيئا ليستوجب به الأرض . قال من أحيا أرضا ميتة فهي له ، وليس لعرق ظالم حق ابن الأثير : والرواية : لعرق بالتنوين ، وهو على حذف المضاف ، أي لذي عرق ظالم ، فجعل العرق نفسه ظالما والحق لصاحبه ، أو يكون الظالم من صفة صاحب العرق ، وإن روي عرق بالإضافة فيكون الظالم صاحب العرق والحق للعرق ، وهو أحد عروق الشجرة . قال أبو علي : هذه عبارة اللغويين ، وإنما العرق المغروس أو الموضع المغروس فيه ، وما هو عندي بعرق مضنة ، أي ما له قدر ، والمعروف : علق مضنة ، وأرى عرق مضنة إنما يستعمل في الجحد وحده .
: يقال عرق مضنة وعلق مضنة ، بمعنى واحد ، سمي علقا لأنه علق به لحبه إياه ، يقال ذلك لكل ما أحبه . والعراق : المطر الغزير . والعراق : العظم بغير لحم ، فإن كان عليه لحم فهو عرق ، قال ابن الأعرابي : وهذا هو الصحيح . وكذلك قال أبو القاسم الزجاجي أبو زيد في العراق ، واحتج بقول الراجز :
حمراء تبري اللحم عن عراقها
أي : تبري اللحم عن العظم .
وقيل : العرق الذي قد أخذ أكثر لحمه . وفي الحديث : ، وتناول عرقا ، ثم صلى ولم يتوضأ أم سلمة . وروي عن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على أم إسحاق الغنوية : أنها دخلت على النبي في بيت حفصة وبين يديه ثريدة ، قالت : فناولني عرقا ، العرق ، بالسكون : العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم وهبره وبقي عليها لحوم رقيقة طيبة ، فتكسر وتطبخ ، وتؤخذ إهالتها من طفاحتها ، ويؤكل ما على العظام من لحم دقيق ، وتتمشش العظام ، ولحمها من أطيب اللحمان عندهم ، وجمعه عراق . قال ابن الأثير : وهو جمع نادر . يقال : عرقت العظم وتعرقته ، إذا أخذت اللحم عنه بأسنانك نهشا . وعظم معروق إذا ألقي عنه لحمه ، وأنشد أبو عبيد لبعض الشعراء يخاطب امرأته :
ولا تهدي الأمر وما يليه ولا تهدن معروق العظام
قال الجوهري : والعرق مصدر قولك : عرقت العظم أعرقه - بالضم - عرقا ومعرقا ، وقال :
أكف لساني عن صديقي فإن أجأ إليه فإني عارق كل معرق
والعرق : الفدرة من اللحم ، وجمعها عراق ، وهو من الجمع العزيز .
قال : ولم يجئ شيء من الجمع على فعال إلا أحرف ، منها : تؤام جمع توأم ، وشاة ربى ، وغنم رباب ، وظئر وظؤار ، وعرق وعراق ، ورخل ورخال ، وفرير وفرار ، قال : ولا نظير لها . قال ابن السكيت : وقد ذكر ستة أحرف أخر وهي : رذال جمع رذل ، ونذال جمع نذل ، وبساط جمع بسط ، للناقة تخلى مع ولدها لا تمنع منه ، وثناء جمع ثني ، للشاة تلد في السنة مرتين ، وظهار جمع ظهر ، للريش على السهم ، وبراء جمع بريء ، فصارت الجملة اثني عشر حرفا . ابن بري
والعرام : مثل العراق ، قال : والعظام إذا لم يكن عليها شيء من اللحم تسمى عراقا ، وإذا جردت من اللحم تسمى عراقا . وفي الحديث : . وفي حديث الأطعمة : لو وجد أحدهم عرقا سمينا أو مرماتين فصارت عرقه ، يعني أن أضلاع السلق قامت في الطبيخ مقام قطع اللحم . هكذا جاء في رواية ، وفي أخرى بالغين المعجمة والفاء ، يريد المرق من الغرف .
أبو زيد : وقول الناس : ثريدة كثيرة العراق خطأ ; لأن العراق العظام ، ولكن يقال : ثريدة كثيرة الوذر ، وأنشد :
ولا تهدن معروق العظام
[ ص: 118 ] قال : ومعروق العظام مثل العراق ، وحكى في جمعه : عراق بالكسر ، وهو أقيس ، وأنشد : ابن الأعرابي
يبيت ضيفي في عراق ملس وفي شمول عرضت للنحس
أي : ملس من الشحم . والنحس : الريح التي فيها غبرة . وعرق العظم يعرقه عرقا وتعرقه واعترقه : أكل ما عليه .
والمعرق : حديدة يبرى بها العراق من العظام ، يقال : عرقت ما عليه من اللحم بمعرق ، أي بشفرة . واستعار بعضهم التعرق في غير الجواهر ، أنشد في صفة إبل وركب : ابن الأعرابي
يتعرقون خلالهن وينثني منها ومنهم مقطع وجريح
أي : يستديمون حتى لا تبقى قوة ولا صبر ، فذلك خلالهن ، وينثني : أي يسقط منها ومنهم ، أي من هذه الإبل . وأعرقه عرقا : أعطاه إياه ، ورجل معروق وفي الصحاح : معروق العظام ، ومعترق ومعرق : قليل اللحم ، وكذلك الخد . وفرس معروق ومعترق : إذا لم يكن على قصبه لحم ، ويستحب من الفرس أن يكون معروق الخدين ; قال :
قد أشهد الغارة الشعواء تحملني جرداء معروقة اللحيين سرحوب
ويروى : معروقة الجنبين ، وإذا عري لحياها من اللحم فهو من علامات عتقها . وفرس معرق : إذا كان مضمرا ، يقال : عرق فرسك تعريقا ، أي أجره حتى يعرق ويضمر ويذهب رهل لحمه . والعوارق : الأضراس ، صفة غالبة ، والعوارق : السنون ; لأنها تعرق الإنسان ، وقد عرقته تعرقه وتعرقته ، وأنشد : سيبويه
إذا بعض السنين تعرقتنا كفى الأيتام فقد أبي اليتيم
أنث ; لأن بعض السنين سنون ، كما قالوا : ذهبت بعض أصابعه ، ومثله كثير . وعرقته الخطوب تعرقه : أخذت منه ، قال :
أجارتنا كل امرئ ستصيبه حوادث إلا تبتر العظم تعرق
وقوله أنشده ثعلب :
أيام أعرق بي عام المعاصيم
.فسره فقال : معناه ذهب بلحمي ، وقوله : عام المعاصيم قال : معناه بلغ الوسخ إلى معاصمي ، وهذا من الجدب ، قال : ولا أدري ما هذا التفسير ، وزاد الياء في المعاصم ضرورة . والعرق : كل مضفور مصطف ، واحدته عرقة ، قال ابن سيده أبو كبير :
نغدو فنترك في المزاحف من ثوى ونقر في العرقات من لم يقتل
يعني نأسرهم فنشدهم في العرقات . وفي حديث المظاهر : ، قال أنه أتي بعرق من تمر ابن الأثير : هو زبيل منسوج من نسائج الخوص ، وكل شيء مضفور فهو عرق وعرقة ، بفتح الراء فيهما ، قال الأزهري : رواه أبو عبيد عرق ، وأصحاب الحديث يخففونه . والعرق : السفيفة المنسوجة من الخوص قبل أن تجعل زبيلا ، والعرق والعرقة : الزبيل ، مشتق من ذلك ، وكذلك كل شيء يصطف . والعرق : الطير إذا صفت في السماء ، وهي عرقة أيضا .
والعرق : السطر من الخيل والطير ، الواحد منها عرقة وهو الصف ، قال طفيل الغنوي يصف الخيل :
كأنهن وقد صدرن من عرق سيد ، تمطر جنح الليل مبلول
قال : العرق جمع عرقة ، وهي السطر من الخيل ، وصدر الفرس ، فهو مصدر : إذا سبق الخيل بصدره ، قال ابن بري دكين :
مصدر لا وسط ولا تال
وصدرن : أخرجن صدورهن من الصف ، ورواه : صدرن من عرق ، أي صدرن بعدما عرقن ، يذهب إلى العرق الذي يخرج منهن إذا أجرين ، يقال : فرس مصدر : إذا كان يعرق صدره ، ورفعت من الحائط عرقا أو عرقين ، أي صفا أو صفين ، والجمع أعراق . ابن الأعرابي
والعرقة : طرة تنسج وتخاط على طرف الشقة ، وقيل : هي طرة تنسج على جوانب الفسطاط .
والعرقة : خشيبة تعرض على الحائط بين اللبن ، قال الجوهري : وكذلك الخشبة التي توضع معترضة بين سافي الحائط . وفي حديث : أنه رأى في المسجد عرقة فقال غطوها عنا ، قال أبي الدرداء الحربي : أظنها خشبة فيها صورة .
والعرقة : آثار اتباع الإبل بعضها بعضا ، والجمع عرق ، قال :
وقد نسجن بالفلاة عرقا
. والعرقة : النسعة ، والعرقات : النسوع . قال : العراق : الطبابة ، وهي الجلدة التي تغطى بها عيون الخرز ، وعراق المزادة : الخرز المثني في أسفلها ، وقيل : هو الذي يجعل على ملتقى طرفي الجلد إذا خرز في أسفل القربة ، فإذا سوي ثم خرز عليه غير مثني فهو طباب ، قال الأصمعي أبو زيد : إذا كان الجلد أسفل الإداوة مثنيا ثم خرز عليه فهو عراق ، والجمع عرق ، وقيل : عراق القربة : الخرز الذي في وسطها ، قال :يربوع ذا القنازع الدقاق والودع والأحوية الأخلاق
بي بي أرياقك من أرياق وحيث خصياك إلى المآق
وعارض كجانب العراق
ومثله قول الشماخ ، وذكر أتنا وردن وحسسن بالصائد فنفرن على تتابع واستقامة . فقال :
فلما رأين الماء قد حال دونه ذعاف على جنب الشريعة كارز
[ ص: 119 ] شككن بأحساء الذناب على هدى كما شك في ثني العنان الخوارز
وشعب كشك الثوب شكس طريقه مدارج صوحيه عذاب مخاصر
تعسفته بالليل لم يهدني له دليل ولم يشهد له النعت جابر
مانعي بابة العراق من النا س بجرد تغدو بمثل الأسود
وهل بلحاظ الدار والصحن معلم ومن آيها بين العراق تلوح
أزمان سلمى لا يرى مثلها الر راءون في شام ولا في عراق
فإن تتهموا أنجد خلافا عليكم وإن تعمنوا مستحقبي الحرب أعرق
إذا استنصل الهيف السفا برحت به عراقية الأقياظ نجد المرابع
حتى تقضي عرقي الدلي
والعرقاة : العرقوة قال :احذر على عينيك والمشافر عرقاة دلو كالعقاب الكاسر
: يقال للخشبتين اللتين تعترضان على الدلو كالصليب : العرقوتان وهي العراقي ، وإذا شددتهما على الدلو قلت : قد عرقيت الدلو عرقاة . قال الأصمعي الجوهري : عرقوة الدلو بفتح العين ، ولا تقل عرقوة ، وإنما يضم فعلوة إذا كان ثانيه نونا مثل [ ص: 120 ] عنصوة والجمع العراقي ، قال يصف فرسا : عدي بن زيد
فحملنا فارسا في كفه راعبي في رديني أصم
وأمرناه به من بينها بعدما انصاع مصرا أو كصم
فهي كالدلو بكف المستقي خذلت منها العراقي فانجذم
لقيتم من تدرئكم علينا وقتل سراتنا ذات العراقي
: العرقوة أكمة تنقاد ليست بطويلة من الأرض في السماء ، وهي على ذلك تشرف على ما حولها ، وهو قريب من الأرض أو غير قريب ، وهي مختلفة ؛ مكان منها لين ومكان منها غليظ ، وإنما هي جانب من أرض مستوية مشرف على ما حوله . والعراقي : ما اتصل من الإكام ، وآض كأنه جرف واحد طويل على وجه الأرض ، وأما الأكمة فإنها تكون ملمومة ، وأما العرقوة فتطول على وجه الأرض وظهرها قليلة العرض ، لها سند وقبلها نجاف وبراق ليس بسهل ولا غليظ جدا ، ينبت ، فأما ظهره فغليظ خشن لا ينبت خيرا . ابن شميل
والعرقوة والعراقي من الجبال : الغليظ المنقاد في الأرض ، يمنعك من علوه ، وليس يرتقى لصعوبته ، وليس بطويل ، وهي العرق أيضا ، قال الأزهري : وبه سميت الداهية ذات العراقي .
وقيل : العرق جبيل صغير منفرد ، قال الشماخ :
ما إن يزال لها شأو يقدمها محرب مثل طوط العرق مجدول
وفي حديث أنه قال وائل بن حجر لمعاوية وهو يمشي في ركابه : تعرق في ظل ناقتي ، أي امش في ظلها وانتفع به قليلا قليلا . والعرق : الواحد من أعراق الحائط ، ويقال : عرق عرقا أو عرقين ، أبو عبيد : عرق إذا أكل ، وعرق إذا كسل ، وصارعه فتعرقه : وهو أن تأخذ رأسه فتجعله تحت إبطك تصرعه بعد . وعرق وذات عرق والعرقان والأعراق وعريق ، كلها : مواضع .
وفي الحديث : لأهل العراق ذات عرق هو منزل معروف من منازل الحاج ، يحرم أنه وقت أهل العراق بالحج منه ، سمي به لأن فيه عرقا وهو الجبل الصغير ، وقيل : العرق من الأرض سبخة تنبت الطرفاء ، وعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم يسلمون ويحجون ، فبين ميقاتهم .
قال : ما دون الرمل إلى الريف من ابن السكيت العراق يقال له : عراق ، وما بين ذات عرق إلى البحر غور وتهامة ، وطرف تهامة من قبل الحجاز مدارج العرج ، وأولها من قبل نجد مدارج ذات عرق . قال الجوهري : ذات عرق موضع بالبادية . وفي حديث جابر : خرجوا يقودون به حتى لما كان عند العرق من الجبل الذي دون الخندق نكب . وفي حديث : ابن عمر مكة . أنه كان يصلي إلى العرق الذي في طريق : عريقة بلاد ابن الأعرابي باهلة بيذبل والقعاقع . وعارق : اسم شاعر من طيئ ، سمي بذلك لقوله :
لئن لم تغير بعض ما قد صنعتم لأنتحين للعظم ذو أنا عارقه