ذكر قتل دبيس بن صدقة بالتاريخ
في هذه السنة قتل السلطان مسعود على باب سرادقه دبيس بن صدقة بظاهر خونج ، أمر غلاما أرمينيا بقتله ، فوقف على رأسه وهو ينكت الأرض بإصبعه ، فضرب رقبته وهو لا يشعر ، وكان ابنه صدقة بالحلة ، فاجتمع إليه عسكر أبيه ومماليكه ، وكثر جمعه ، واستأمن إليه الأمير قتلغ تكين ، وأمر السلطان مسعود بك أبه أن يأخذ الحلة ، فسار بعض عسكره إلى المدائن ، وأقاموا مدة ينتظرون لحاق بك أبه بهم فلم يسر إليهم جبنا وعجزا عن قصد الحلة لكثرة العسكر بها مع صدقة .
وبقي صدقة بالحلة إلى أن قدم السلطان مسعود إلى بغداد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة فقصده [ ص: 67 ] وأصلح حاله معه ، ولزم خدمته .
ومثل هذه الحادثة تقع كثيرا ، وهي قرب موت المتعاديين ، فإن دبيسا كان يعادي المسترشد بالله ويكره خلافته ، ولم يكن يعلم أن السلاطين إنما كانوا يبقون عليه ليجعلوه عدة لمقاومة المسترشد ، فلما زال السبب زال المسبب ، والله أعلم بذلك .