ذكر استيلاء  قراسنقر  على بلاد فارس  وعوده عنها  
وفي هذه السنة جمع  أتابك  قراسنقر  صاحب أذربيجان  عساكر كثيرة وحشد ، وسار طالبا بثأر أبيه الذي قتله  بوزابة  في المصاف المقدم ذكره ، فلما قارب  السلطان مسعودا  أرسل إليه يطلب منه قتل وزيره الكمال ، فقتله كما ذكرناه ، فلما قتل سار  قراسنقر  إلى بلاد فارس  ، فلما قاربها تحصن  بوزابة  منه في القلعة البيضاء ، ووطئ   [ ص: 103 ] قراسنقر  البلاد ، وتصرف فيها وليس له فيها دافع ولا مانع ، إلا أنه لم يمكنه المقام ، وملك [ المدن ] التي في فارس  ، فسلم البلاد إلى  الملك سلجوقشاه ابن السلطان محمود  ، وقال له : 
هذه البلاد لك فاملك الباقي ، وعاد إلى أذربيجان  ، فنزل حينئذ  بوزابة  من القلعة سنة أربع وثلاثين [ وخمسمائة ] ، وهزم  سلجوقشاه  وملك البلاد ، وأسر  سلجوقشاه  وسجنه في قلعة بفارس    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					