ذكر صلاح الدين بلد ابن ليون الأرمني قصد
وفيها قصد صلاح الدين بلد ابن ليون الأرمني بعد فراغه من أمر قلج أرسلان ، وسبب ذلك أن ابن ليون الأرمني كان قد استمال قوما من التركمان وبذل لهم الأمان ، فأمرهم أن يرعوا مواشيهم في بلاده . وهي بلاد حصينة كلها حصون منيعة ، والدخول إليها صعب ، لأنها مضايق وجبال وعرة ، ثم غدر بهم وسبى حريمهم ، وأخذ أموالهم ، وأسر رجالهم بعد أن قتل منهم من حان أجله .
ونزل صلاح الدين على النهر الأسود ، وبث الغارات على بلاده ، فخاف ابن ليون على حصن له على رأس جبل أن يؤخذ فخربه وأحرقه ، فسمع صلاح الدين بذلك ، فأسرع السير إليه ، فأدركه قبل أن ينقل ما فيه من ذخائر وأقوات ، فغنمها ، وانتفع المسلمون بما غنموه ، فأرسل ابن ليون يبذل إطلاق من عنده من الأسرى والسبي وإعادة أموالهم على أن يعودوا عن بلاده ، فأجابه صلاح الدين إلى ذلك ، واستقر الحال ، وأطلق الأسرى وأعيدت أموالهم ، وعاد صلاح الدين عنه في جمادى الآخرة .